تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
وقيل: تصريفيها مرة بالرحمة ومرة بالعذاب.
وقرأ حمزة والأعمش والكسائي وخلف: الريح بغير ألف على الواحد وقرأ الباقون: الرياح بالجمع.
قال ابن عباس: الرياح للرحمة والريح للعذاب، وعن النبي صلى الله عليه وسلم إذا هاجت الريح يقول: (اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا).
والريح يذكر ويؤنث.
" * (والسحاب المسخر) *) أي الغيم المذلل " * (بين السماء والأرض) *) سمي سحابا لأنه يسحب أي يسير في سرعته كأنه يسحب: أي يجر.
" * (لآيات) *) دلالات وعلامات.
" * (لقوم يعقلون) *) فيعلمون إن لهذه الأشياء خالقا وصانعا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها). أي لم يتفكر فيها ولم يعتبر بها.
" * (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم) *) يعني الأصنام المعبودة من دون الله قال أكثر المفسرين.
وقال السدي: ساداتهم وقاداتم الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله فيحبونهم " * (كحب الله) *) أي كحب المؤمنين الله، وهذا كما يقال: بعت غلامي كبيع غلامك يعني: كبيعك غلامك.
وأنشد الفراء:
ولست مسلما ما دمت حيا على زيد كتسليم الأمير أي كتسليمي على الأمير هذا قول أكثر العلماء، وقال ابن كيسان والزجاج: تقدير الآية: يحبونهم كحبهم الله يعني أنهم يسوون بين هذه الأصنام وبين الله في المحبة ثم قال:
" * (والذين آمنوا أشد حبا لله) *) قال ابن عباس: أثبت وأدوم وذلك إن المشركين كانوا يعبدون صنما فإذا رأوا شيئا أحسن منه تركوا ذلك الوثن وأقبلوا على عبادة الأحسن.
عكرمة: أشد حبا في الآخرة
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»