تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٦
من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذالك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار * ياأيها الناس كلوا مما فى الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * إنما يأمركم بالسوء والفحشآء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون * وإذا قيل لهم اتبعوا مآ أنزل الله قالوا بل نتبع مآ ألفينا عليه ءابآءنآ أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعآء وندآء صم بكم عمى فهم لا يعقلون) *) 2 " * (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) *) قرأ مجاهد: بتقديم الفاعل على المفعول.
وقرأ الباقون: بالضد، والمتبوعون هم الجبابرة والقادة في الشرك والشر، والتابعون هم الأتباع والضعفاء والسفلة قاله أكثر أهل التفسير.
السدي: هم الشياطين يتبرأون من الأنس.
" * (وتقطعت بهم) *) أي عنهم، والباء بمعنى عن.
" * (الأسباب) *) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: يعني المودة والوصلة التي صارت بينهم في الدنيا، أو صارت مخالفتهم عداوة.
ربيع: يعني بالأسباب المنازل التي كانت لهم من أهل الدنيا، ابن جريح والكلبي: يعني الأنساب والأرحام كقوله تعالى " * (فلا أنساب بينهم يومئذ) *).
السدي: يعني الأعمال التي كانوا يعملونها في الدنيا. بيانه قوله " * (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) *) وقوله " * (والذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) *).
فأهل التقوى أعطوا الأسباب أعمال وثيقة فيأخذون بها وينجون، الآخرون يعطون أسباب أعمالهم الخبيثة فتنقطع بهم أعمالهم فيذهبون إلى النار.
أبو روق: العهود التي كانت بينهم في الدنيا، وأصل السبب كل شيء يتوصل به إلى شيء من ذريعة أو قرابة أو مودة، ومنه قيل للجهاد: سبب وللطريق سبب وللسلم سبب. قال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ظلته لو رام أن يرقى السماء بسلم " * (وقال الذين اتبعوا) *) يعني الأتباع.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»