تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٩
قال مجاهد: فمن تطوع بالطواف بالصفا والمروة، وقال: تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من النبيين.
وقال مقاتل والكلبي: ومن تطوع خير زاد في الطواف ففيه الواجب.
وقال ابن زيد: ومن تطوع خيرا فاعتمر، والحج فريضة والعمرة تطوع.
وقيل: فمن تطوع بالحج والعمرة بعد قضاء حجته الواجبة عليه.
وقال الحسن وغيره: ومن تطوع خيرا يعني به للدين كله. أي فعل غير المفترض عليه من طواف وصلاة وزكاة أو نوع من أنواع الطاعات كلها.
" * (فإن الله شاكر) *) مجاز بعمله.
" * (عليم) *) بنية من يشكر اليسير ويعطي الكثير ويغفر الكبير وأصل الشكر من قول العرب: دابة شكور إذا كان يظهر عليها من السمن فوق ما يعلف.
" * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) *) يعني الرجم والحدود والأحكام والحلال والحرام.
" * (والهدى) *) يعني وأمر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته.
" * (من بعد ما بيناه للناس) *) لبني إسرائيل.
" * (في الكتاب) *) في التوراة نزلت في علماء اليهود ورؤسائهم كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم.
" * (أولئك يلعنهم الله) *) أصل اللعن في اللغة الطرد ولعن الله إبليس بطرده إياه حين قال له: " * (فأخرج منها فإنك رجيم) *).
قال الشماخ: وذكر ما ورده:
ذعرت به القطا وبقيت فيه مقام الذئب كالرجل اللعين وقال النابغة:
فبت كانني خرج لعين نفاه الناس أو أدنف طعين فمعنى قولنا: لعنه الله: أي طرده وأبعده وأصل اللعنة ما ذكرنا ثم كثر ذلك حتى صار قولا.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»