قتادة: إن الكافر يعرض عن معبوده في وقت البلاء و يقبل على الله عز وجل لقوله: " * (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) *).
قوله تعالى: " * (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه) *).
والمؤمن لا يعرض عن الله في الضراء والسراء والرخاء والبلاء ولا يختار عليه سواه.
الحسن: إن الكافرين عبدوا الله بالواسطة وذلك قولهم للأصنام: " * (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) *).
وقوله: " * (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) *).
والمؤمنون يعبدونه بلا واسطة ولذلك قال عز من قائل: " * (والذين آمنوا أشد حبا لله) *).
سعيد بن جبير: إن الله يأمر يوم القيامة من أحرف نفسه في الدنيا على رؤية الأصنام أن يدخلوا جهنم مع أصنامهم فيأتون لعلمهم إن عذاب جهنم على الدوام ثم يقول للمؤمنين بين أيدي الكافرين: إن كنتم أحبائي لا تحبون النار فينادي مناد من تحت العرش " * (والذين آمنوا أشد حبا لله) *).
وقيل: لأن حب المشركين لأوثانهم مشترك لأنهم يحبون الأنداد الكثيرة وحب المؤمنين لربهم غير مشترك لأنهم يحبون ربا واحدا، وقيل: لأن حبهم هوائي وحب المؤمنين عقلي.
وقيل إن حبهم للأصنام بالتقليد وحب المؤمنين لله تعالى بالدليل والتمييز.
وقيل: لأن الكافرين يرون معبودهم ومصنوعهم والمؤمنون يرون الله تعالى صانعهم، وقيل: لأن المشركين أحبوا الأصنام وعاينوها والمؤمنون يحبون الله ولم يعاينوه بل آمنوا بالغيب في الغيب للغيب.
وقيل: إنما قال " * (والذين آمنوا أشد حبا لله) *) لأن الله أحبهم أولا ثم أحبوه ومن شهد له المعبود بالمحبة كان محبته أتم وأصح.
قال الله تعالى: " * (يحبهم ويحبونه) *).
وقرأ أبو رجاء العطاردي: يحبونهم بفتح الياء وهي لغة يقال: حببت الرجل فهو محبوب