والعمرة: لإقامة الموضع والعمارة: اصلاحه ومرمته.
وعن عبد الله بن عامر بن رفيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة ما بينهما يزيدان في العمر والرزق وينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد).
" * (فلا جناح عليه) *) الجناح الإثم وأصله من جنح إذا مال عن القصد.
يقال: جنح الليل إذا مال بظلمته.
وجنحت السفينة: إذا مالت إلى الأرض. قال الله تعالى: " * (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) *) ومنه جناح الطائر.
" * (أن يطوف) *) أي يدور وأصله يتطوف فأدغمت التاء في الطاء.
وقرأ أبو حيوة الشامي: يطوف مخففة الطاء واختلفوا في وجه الآية وتأويلها وسبب تنزيلها.
قال أنس بن مالك: كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية، فتركناه في الإسلام. فأنزل الله هذه الآية.
وقال عمر بن حبيش: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته فقال ابن عباس: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له أساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، وإنما ذكروا الصفا لتذكير الأساف وذكروا المروة لتأنيث نائلة.
وزعم أهل الكتاب إنهما زنيا في الحرم فمسخهما الله عز وجل حجرين فوضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما فلما طالت المدة عبدا دون الله، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا الوثنين فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: كان في الجاهلية شياطين تعزف بالليل بين الصفا والمروة وكان بينهما آلهة فلما ظهر الإسلام قال المسلمون لرسول الله لا تطوفن بين الصفا والمروة فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قتادة: كان ناس من تهامة في الجاهلية يسعون بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام تحوبوا السعي بينهما كما كانوا يتحوبونه في الجاهلية فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قتادة: كان (حي من تهامة لايسعون بينهما) فأخبرهم إنها كانت سنة إبراهيم