تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٦
قال: فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت؟.
قال: كما شاء.
قال: أيها السائل ألك مع الله مشيئة أو فوق الله مشيئة أو دون الله مشيئة؟ فإن زعمت أن لك دون الله مشيئة فقد أكتفيت عن مشيئة الله، وإن زعمت أن لك فوق الله مشيئة فقد زعمت أن مشيئتك غالبة على مشيئة الله، وإن زعمت أن لك مع الله مشيئة فقد أدعيت الشركة، ألست تسأل ربك العافية؟
قال: بلى.
قال: فمن أي شيء تسأله، أمن البلاء الذي ابتلاك به، أم من البلاء الذي ابتلاك به غيره؟.
قال: من البلاء الذي ابتلاني به.
قال: ألست تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؟
قال: بلى.
قال: فتعلم تفسيرها؟
قال: لا، علمني يا أمير المؤمنين مما علمك الله.
قال: تفسيرها: أن العبد لا يقدر على طاعة الله ولا يكون له قوة على معصية الله في الأمرين جميعا إلا بالله، أيها السائل إن الله عز وجل (يصح ويداوي، منه الداء ومنه الدواء) أعقلت عن الله أمره.
قال: نعم.
قال علي (رضي الله عنه): الآن أسلم أخوكم قوموا فصافحوه.
ثم قال: لو وجدت رجلا من القدرية لأخذت برقبته فلا أزال أطأ عنقه حتى أكسرها فإنهم يهود هذه الأمة ونصاراها ومجوسها.
وقال المزني: سمعت الشافعي يقول:
وما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن " * (يا أيها الذين آمنوا انفقوا مما رزقناكم) *) يعني صدقة التطوع والنفقة في الخير " * (من قبل
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»