تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢١
أذكروني بالظل أذكركم بعفو الزلل، أذكروني بالأعتراف أذكركم بمحو الاقتراف، أذكروني بصفاء السر أذكركم بخالص البر، أذكروني بالصدق أذكركم بالرفق، أذكروني بالصفو أذكركم بالعفو، أذكروني بالتعظيم أذكركم بالتكريم، أذكروني بالتكبير أذكركم بالتطهير، أذكروني بالتمجيد أذكركم بالمزيد، أذكروني بالمناجاة أذكركم بالنجاة، أذكروني بترك الجفاء أذكركم بحفظ الوفاء، أذكروني بترك الخطأ أذكركم بحفظ الوفاء، أذكروني بالجهد بالخلقة أذكركم بأتمام النعمة، أذكروني من حيث أنتم أذكركم من حيث أنا ولذكر الله أكبر.
الربيع في هذه الآية: إن الله ذاكر من ذكره، وزائدا من شكره، ومعذب من كفره.
وقال السدي: فيها ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله. لا يذكره مؤمن إلا ذكره بالرحمة، ولا يذكره كافر إلا يذكره بعذاب.
وقال سفيان بن عيينة: بلغنا إن الله عز وجل قال: أعطيت عبادي مالوا أعطيته جبرئيل وميكائيل كنت قد اجزلت لهما قلت: أذكروني أذكركم، وقلت لموسى: قل للظلمة لا يذكروني فإني أذكر من ذكرني، فإن ذكري إياهم أن إلعنهم.
وقال أبو عثمان النهدي: إني لأعلم حين يذكرني ربي عز وجل، قيل: كيف ذلك؟
قال: إن الله عز وجل قال: " * (اذكروني أذكركم) *) وإذا ذكرت الله تعالى ذكرني.
" * (واشكروا لي) *) نعمتي.
" * (ولا تكفرون) *)) .
* (ياأيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلواة إن الله مع الصابرين * ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذآ أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنآ إليه راجعون * أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون) *) 2 " * (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) *) بالعون والنصرة.
" * (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) *) نزلت في قتلى بدر مع المسلمين، وكانوا أربعة عشر رجلا منهم ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين؛ وذلك إن الناس كانوا يقولون: الرجل يقتل في سبيل الله: مات فلان، وذهب منه نعيم الدنيا ولذتها، فأنزل الله تعالى " * (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) *) أي هم أموات بل إنهم أحياء.
" * (بل أحياء ولكن لا تشعرون) *) إنهم كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أرواح الشهداء في
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»