تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٠
فارس، ولراكب الحمار الحمار، ولراكب البغال بغال، ونصبت على الحال، أي فصلوا رجالا أو ركبانا.
ومعنى الآية: فإن لم يمكنكم أن تصلوا قانتين موفين الصلاة حقها لخوف فصلوا رجالا أي مشاة على أرجلكم، أو ركبانا على ظهور دوابكم، فإن ذلك يجزيكم.
قال المفسرون: هذا في المسابقة والمطاردة، يصلي حيث يولي وجهه، مستقبل القبلة أو غير مستقبلها، راكبا أو راجلا، ويجعل السجود أخفض من الركوع، يومئ إيماء، وهذه صلاة شدة خوف، والصلاة في حال الخوف على ضربين، وسنذكرها في سورة النساء، وصلاة شدة الخوف وهي هذه، والخوف الذي يجوز للمصلي أن يصلي من أجله راكبا أو (راجلا) وحيث ما كان وجهته هو المحاربة والمسابقة في قتال من أسر بقتال من عدو أو محارب أو خوف سبع هائج، أو جمل صائل، أو سيل سائل، أو كان الأغلب من شأنه الهلاك، وإن صلى صلاة الأمن فله أن يصلي صلاة شدة الخوف وهي ركعتان، فإن صلاها ركعة واحدة جاز لما روى مجاهد عن ابن عباس قال: فرض الله عز وجل الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.
وقال سعيد بن جبير: إذا كنت في القتال، والتقى الزحفان، وضرب الناس بعضهم بعضا فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، واذكر الله، فتلك صلاتك. قال الزهري: فإن لم يستطع فلا يدع ذكرها في نفسه.
" * (فإذا أمنتم فاذكروا الله) *) أي فصلوا الصلوات الخمس تامة لحقوقها " * (كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون والذين يتوفون منكم) *) يا معشر الرجال " * (ويذرون) *) ويتركون " * (أزواجا) *) زوجات.
قال الكسائي: أكثر ما تقول العرب للمرأة زوجة، ولكن في القرآن زوج " * (وصية لأزواجهم) *) قرأ الحسن وأبو عمرو وأبو عامر والأعمش وحمزة (وصية) بالنصب على معنى فليوصوا وصية، وقرأ الباقون بالرفع على معنى كتب عليهم الوصية، وقيل: معناه لأزواجهم وصية، وقيل: ولتكن وصية، ودليل هذه القراءة قراءة عبد الله: كتبت عليهم وصية لأزواجهم.
وقرأ أبي: ويذرون أزواجا متاع لأزواجهم، قال أبو عبيد: ومع هذا رأينا هذا المعنى كلها في القرآن رفعا مثل قوله " * (فنصف ما فرضتم) *)، " * (فدية مسلمة) *) ونحوهما.
" * (متاعا) *) نصب على المصدر أي متعوهن متاعا، وقيل: جعل الله عز وجل ذلك لهن متاعا، وقيل: نصب على الحال، وقيل: نصب بالوصية كقوله " * (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما) *). والمتاع: النفقة سنة لطعامها وكسوتها أو سكناها أو ما تحتاج إليه " * (إلى الحول غير إخراج) *) نصب على الحال، وقيل: بنزع حرف الصفة أي من غير إخراج.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»