لا، قال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها، وبه قال أبو بكر الوراق، قال: لو شاء الله عز وجل لبينها، ولكنه سبحانه أراد تنبيه الخلق على أداء الصلوات.
قال الثعلبي (ولقد أحسنا) في قوليهما فإن الله تعالى أخفى الصلاة الوسطى في جميع الصلوات المكتوبة ليحافظوا على جميعها رجاء الوسطى، كما أخفى ليلة القدر في ليالي شهر رمضان، واسمه الأعظم في جميع الأسماء، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة حكمة منه في فعله ورحمة على خلقه.
وفي قوله عز وجل " * (و الصلاة الوسطى) *) دليل على أن الوتر ليس بواجب وذلك أن المسلمين اتفقوا على أن الصلوات المفروضات تنقص عن سبعة وتزيد على ثلاثة، وليس من الثلاثة والسبعة فرد إلا خمسة، والأزواج لا وسطى لها، فثبت أنها خمسة.
قتادة عن أنس قال: قال رجل: يا رسول الله، كم افترض الله على عباده الصلوات؟ قال: خمس صلوات، قال: فهل قبلهن وبعدهن شيء افترض الله على عباده قال: لا، فحلف الرجل بالله لا يزيد عليهن ولا ينقص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن صدق الرجل دخل الجنة).
وعن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفهم ما يقول، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (خمس صلوات في اليوم والليلة) قال: هل علي غيرهن؟ قال: (لا إلا أن تتطوع) قال صلى الله عليه وسلم (وصيام شهر رمضان) قال: هل علي غيره؟ قال: (لا، إلا أن تتطوع) وذكر له عليه الصلاة والسلام الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: (لا، إلا أن تتطوع) فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفلح إن صدق).
عن محمد بن يحيى بن حيان عن ابن جرير أن رجلا من بني كنانة يدعى المحدجي كان يسمع رجلا بالشام يكنى أبا محمد يقول: الوتر واجب، قال المحدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت واعترضت له وهو رايح إلى المسجد فأخبرته بالذي قال أبو محمد، فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من جاء بهن لم يضيع منهن استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه الله وإن شاء أدخله الجنة).
وعن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: ليس الوتر بحتم لأنه لا تكبير به ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدليل على أن الوتر ليس بواجب ما روى نافع