تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
' اعبد الله كأنك تراه '.
سمعت النصرآباذي يقول: محسن يرى الإحسان من نفسه ومحسن يرى الإحسان من المحسن ورؤية الإحسان من النفس على رؤية المنة حسن ورؤية المحسن أحسن، فإن قيل: متى أحسن إليهم؟ فقل: حين لا متى، لذلك قيل في الدعاء: يا قديم الإحسان.
وقال ابن عطاء: هل جزاء الهداية والتقرب إلا الانقطاع عما دونه والفخر به.
وقال عبد العزيز المكي: ليس للتائب من الكريم اللطيف إلا المغفرة والرحمة والزلفى والترحيب.
وقال جعفر: هل جزاء من أحسنت إليه في الأزل إلا حفظ الإحسان عليه إلى الأبد.
وقال بعض الحكماء: الإحسان في ثلاثة أشياء الإحسان في أن تعبده ولا تشرك به والثاني أن تعمل له على المشاهدة كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك والثالث أن تسرع إلى أوامره وتتباعد عن مناهيه.
وقال بعضهم في قوله: * (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) * قال: هل جزاء الطاعات إلا الدرجات وهل جزاء الإسلام إلا دار السلام والسلامة من المهالك وهل جزاء المتقين إلا الرؤية وهل جزاء من انقطع عن الأنس بالمخلوقين إلا الأنس بالله وهل جزاء من غاب عن نفسه إلا وجود القلب مع الله.
قوله تعالى: * (فيهن خيرات حسان) * [الآية: 7].
قال ابن عطاء: أحل الخيرات في الجنة أنها محل القربى وتصديق بالوعد ومحل الإيجاب والرضا للعبيد من ربهم كما روى في الخبر أن الله عز وجل يقول لأهل الجنة أحل لكم داري وانالكم كرامتي.
قوله تعالى: * (حور مقصورات في الخيام) * [الآية: 72].
قال يحيى بن معاذ: التي لا يقدر أحد على حكايتها وتعمى عيون المبصرين عن بلوغ حسنها كأن السنة العشق تنطق بمنيات العقول عن وحيها وأنامل الأفراح المستبصرين تضرب بدفوف الفتن في صورتها معشوقة لو رآها الخلق لتحيروا فيها التي قال الله
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»