تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٣
قوله تعالى: * (خلق الإنسان علمه البيان) * [الآية: 3، 4].
قال الجنيد رحمة الله عليه: خص آدم بأن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له الملائكة وهو تخصيص الخلقة.
قال سهل في قوله: * (علمه البيان) * أي الكلام الذي هو ذهن الخلق ونفس الروح فهم العقل وفطنة القلب وعلم النفس الطبع.
قال الواسطي رحمة الله عليه: * (خلق الإنسان علمه البيان) *.
قال: كاشف روحه قديما والبيان لا يكون إلا بكشف ما تقدم وهو كشف ذلك التعليم الذي سبق.
وقال الجنيد: خلق الإنسان جاهل به فعلمه السبيل إليه.
وقال الواسطي رحمة الله عليه: الإنسان شيئان ذكر وفكر فإن كان ذكره وفكره إلى حظ نفسه انقطع عن الله وإن كان ذكره وفكره لله وبالله اتصل بالله وصفت حسوسه وتفتت من المزاج والكدر وبقى بصفاء قلبه ناظرا إلى ملكوت ربه كلما ازداد فكرا أو ذكرا زاد قربا وعلما.
قوله تعالى: * (وأقيموا الوزن بالقسط) * [الآية: 9].
قال ابن عطاء: اظهر الوحدانية بصدق الظاهر وصفاء الباطن وحقيقة السر واستقامة العزيمة وقال: كن لي صرفا أكن لك حقا.
قوله تعالى: * (فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام) * [الآية: 11].
قال جعفر: جعل الحق قلوب أوليائه رياض انسه فغرس فيها أشجار المعرفة أصولها نابتة في أسرارهم فروعها قائمة بالخضرة في المشهد فهم يجنون منها ثمار الأنس في كل أوان وهو قوله: * (فيها فاكهة والنخل ذات) * أي ذوات ألوان كل يجتنى منها لونا على قدر سعيه وما كشف من بوادي المعرفة وآثار الولاية.
قوله تعالى: * (رب المشرقين ورب المغربين) * [الآية: 17].
مشرق القلب ومغربه ومشرق اللسان ومغربه.
قال بعضهم: مشرقه توحيده ومغربه مشاهدته ورب المشارق الجوارح المستعملة بالإخلاص ومغاربها الطاعة لله بالسنة.
(٢٩٣)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»