تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٤
عنه وسلط عليه الشيطان فيضله عن طريق الحق ويعوقه.
قال ابن عطاء: من لم يداوم على الذكر فإن الشيطان قرينه ومن داوم عليه لم يقربه بحال.
قوله عز وعلا: * (فإنما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) * [الآية: 41].
قال يحيى بن معاذ في هذه الآية: لله على عباده حجتان حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل وأما الباطنة فالعقول.
قوله عز وعلا: * (استمسك بالذي أوحي إليك) * [الآية: 43].
قال ابن عطاء: أمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بالاستمساك والتمسك بالدين وهو صلى الله عليه وسلم الإمام فيه ولم يخل من التمسك بما أمر به لحظة لكنه خاطبه لرفيع درجاته وعظم محله لتكون أنت متأدبا بآداب التمسك والاقتداء والاستقامة وتعلم أن مثله إذا خوطب بمثل هذا الخطاب ما الذي يلزمك من الاجتهاد والمجاهدة.
قوله عز وعلا: * (وإنه لذكر لك ولقومك) * [الآية: 44].
قال ابن عطاء: شرف لك بانتسابك إلينا وشرف لقومك بالانتساب إليك.
سمعت عبد الله بن محمد بن علي بن زياد يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن أحمد بن زكريا يقول: سمعت أحمد بن سليمان الهروي يقول: سمعت هشام بن عمر ابن أبي سلمة عن أبيه عن مالك بن أنس في قوله: * (وإنه لذكر لك ولقومك) * قال:
هو قول الرجل أبى عن جدي.
قوله عز وعلا: * (فلما آسفونا انتقمنا منهم) * [الآية: 55].
قال سهل: لما أقاموا مصرين على المخالفة في الأوامر وإظهار البدع في الدين وترك السنن اتباعا للآراء والأهواء والعقول نزعنا نور المعرفة من قلوبهم وسراج التوحيد من أسرارهم وركناهم إلى ما اختاروا فضلوا وأضلوا.
قال سهل: الاتباع الاتباع والاقتداء الاقتداء فإنهما كانا سبيل السلف وما ضل من اتبع وما نجا من ابتدع.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول عن ابن عطاء: من لم يعز على عباده فليس بحكيم حال المعاصي لا له وانتقم منك لك لا له، وهل انتقامه وغضبه إلا لتوفر حظه عليك.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»