قوله تعالى: * (ولقد اخترناهم على علم من العالمين) *.
بجناياتهم وما يقترفون من أنواع المخالفات فلم يؤثر ذلك في سابق علمنا فيهم ليعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات.
وقال الخراز: علمنا ما اودعنا فيهم من الخصائص برنا فاخترناهم بعلمنا على العالمين.
قوله عز وعلا: * (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين) * [الآية: 40].
قال بعضهم: يوم الفصل يوم يفصل بين كل عامل وعمله ويطلب بإخلاص ذلك وتصحيحه فمن صحح له مقامه وأعماله قبل منه وجوزى عليه ومن لم يصحح له أعماله كان عمله عليه حسرة ووبالا.
قوله تعالى: * (إلا من رحم الله) * [الآية: 42].
قال: من رحم الله عليه في السبق فأدركته في العاقبة بركة تلك الرحمة حيث جعل المؤمنين بعضهم شفعاء في بعض.
قوله تعالى: * (إن المتقين في مقام أمين) * [الآية: 51].
قال الحسين: الإيمان ما أوجب الأمان والتقوى توجب الأمان في الإيمان لأن الله في مقام أمين والتقوى أن تتقى الكل لتصل بذلك إلى من له الكل.
قوله تعالى: * (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) * [الآية: 56].
سمعت الحسين بن يحيى يقول: سمعت جعفر يقول: قلت للجنيد رحمة الله عليه:
أهل الجنة باقين ببقاء الحق؟ فقال: لا ولكنهم مبقون ببقاء الحق والباقي على الحقيقة لم يزل ولا يزال باقيا.
قوله تعالى: * (فضلا من ربك) * [الآية: 57].
قال الواسطي رحمة الله عليه: هو الفضل لا استحقاقا بعمل العبد وسكونه وحركته.
قال القاسم: أصل الإيمان رؤية الفضل في جميع الأحوال سمعت عبد الله المعلم يقول: لما احتضر أبو حفص قيل له أوصنا. قال: من رأى فضل الله في كل نفس ورأى تقصيره في شكر ربه وتقصيره في خدمته أرجو أن لا يهلك.
قوله عز وعلا: * (فإنما يسرناه بلسانك) * [الآية: 58].
قال ابن عطاء: يسره ذكره على لسان من شاء من عباده فلا يفتر عن ذكره بحال وأغلق باب الذكر على من يشاء من عباده فلا يستطيع ذكره بحال.