تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٥
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول عن ابن عطاء في قوله: * (فلما آسفونا انتقمنا منهم) * قالوا: لما عصوا رسلنا انتقمنا منهم إذ كان عصيان الرسل عصياننا وأسفهم أسفنا.
قوله عز وعلا: * (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه) * [الآية: 59].
قال يحيى بن معاذ: أنعمنا عليه بأن جعلنا ظاهرة إماما للمريدين وباطنه نور قلوب العارفين.
قال ابن عطاء: أنعمنا عليه بصحة الإخبار عنا وموافقتنا في كل الأحوال.
قال بعضهم: أنعمنا عليه بالتوفيق.
قال أبو الحسن الوراق: أنعمنا عليه بسياسة النفس ومنعها عن الشهوات.
قوله عز وعلا: * (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * [الآية: 67].
قال ابن عطاء: كل اخوة وصلة منقطعة إلا ما كان في الله ولله فإنه كل وقت في زيادة لأن الله عز وجل يقول: * (الأخلاء يومئذ) * الآية، أي في انف يطاع وبغضة إلا المتقين وانهم في راحة اخوتهم يرون فضل ذلك وثوابها.
وقيل في قوله: * (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * إلا من اجتنب اخلاء السوء ووالى من والى في الله وخالل من خالل في الله.
قوله عز وجل: * (يا عبادي لا خوف عليك اليوم ولا أنتم تحزنون) * [الآية: 68].
قال ابن عطاء: لا خوف عليكم اليوم في الدنيا خوف مفارقة الإيمان ولا أنتم تحزنون في الآخرة لوحشة البعد والمفارقة.
قال جعفر الصادق: لا خوف على من أطاعني في الأوامر والفرائض واتباع الرسول فيما أمر: وأيضا: لا خوف في الآخرة على من خافني في الدنيا ولا خوف على من أحبني وأزال عن قلبه محبة الاغيار ولا خوف على من صار وديعتي عنده وهو الإيمان والمعرفة ولا خوف على من أحسن ظنه بي فإني أعطيه مأمولة والخوف يكون على الجوارح والحزن على القلب من مخافة القطيعة.
قوله تعالى: * (الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون) * [الآية: 69، 70].
قال سهل: بلذة النظر جزاء لما من عليهم من التوحيد عند تجلي المكاشفة لأوليائه
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»