قوله تعالى: * (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) * [الآية: 37].
قال ابن عطاء: اظهر لك الآيات لتشتغل بمظهرها دونها فمن اشتغل بها شغلته عن مظهرها ومن اشتغل بمظهرها شغله ذلك عن الاشتغال بما يشغله عنه بحال وهو من عظيم الأحوال وسنن المراتب.
قوله عز وعلا: * (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة) * [الآية: 39].
قال عمرو بن عثمان المكي: إن لله عز وجل قلوبا في الأوعية من الأجسام أودع بها ودائع وأخفاها على الخلق فإذا نزل عليها مياه رحمته وبركات نظره وآثار بره استخرج ودائعه فعرف القلوب محل الودائع واظهر على النفس بركاتها وألقى على الخلق هيبة صاحبها فهو في هيبة عند الخلق وانكسار عند نفسه وشفقة ونصيحة للخلق وخوف دائم من ذنوبه وذلك من آيات الله الظاهرة وهو حقيقة قوله: * (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) * إن الذي أحيا تلك النفوس بتلك الودائع قادر أن يحيى ببركة نظره قلوبا غفلت عنه وأنفسا ماتت عن القيام بخدمته.
قوله تعالى: * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) * [الآية: 42].
قال ابن عطاء: كيف يكون للباطل عليه سبيل وهو من حق بدأ وإلى حق يعود وهو الحق فلا يتحقق به إلا الحق.
قوله تعالى: * (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) * [الآية: 44].
قال جعفر: القرآن شفاء لمن كان في طلب العصمة وعمى على من كان في ظلمة الخذلان.
قال بعضهم: شفاء القرآن إذا دخل الصدور اعتقها من سر الطباع ورعونات الهوى وأدخلها في فسحة التفويض والتسليم.
قوله تعالى: * (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير) * [الآية: 49].
قال: لا يمل العبد من ذكر ربه وشكره وحمده والثناء عليه.
قوله عز وعلا: * (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه) * [الآية: 51].
قال سهل: اعرض عن الدعاء والشكر لله على ما أنعم ونظر في عطفيه وافتخر بغير