مفتخر به.
قال بعضهم: إذا أصابه بلاء في الظاهر وهو في نعمة في الحقيقة اعرض عنه لم يصبر على البلاء ولا يطالع موضع الثواب فيه وإذا مسه الشر الاستدراج في النعم ألفه ونظر فيه ونسي حقوق الله عليه.
قال الواسطي رحمة الله عليه: اعرض عن المنعم بالنعمة.
قال بعضهم: الهداية والإيمان والولاية والعبادة والعبد لا ينفك عن أربعة أشياء من كسبه وكده وكدحه ومن فضل الله عليه وهو الذي يوجب له الأمر.
قوله عز وعلا: * (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) * [الآية: 53].
قال سهل: هي الموت والموت خاص وعام فالعام موت الخلقة والجبلة والخاص موت شهوات نفوس الأولياء.
قال القحطاني: لا يزال العبد يرتقي من حال إلى حال حتى يبلغ إلى الأحوال السنية العالية ويرى الله قائما بالأشياء ثم ترقى به عن ذلك الحال حتى يرى الأشياء فانية في رؤية الحق ويتيقن أن القديم إذا قرن بالحديث لا يثبت له اثر وإن جل قدره وعظم خطره وهو معنى قوله: * (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) * وهو النظر في الدنيا بشاهد الحق ثم النظر إلى الحق بالفناء عن الكون وهو أن تصير النعوت نعتا واحدا ولا يشهد إلا حقا صرفا.
وسئل أبو عثمان عمن يقول بالشاهد؟ فقال: لا أنكر القول بالشاهد لمن يشهد الأشياء كلها شيئا واحدا.
وقال الواسطي رحمة الله عليه: ظهر في كل شيء بما اظهر منه وإظهاره الأشياء ظهوره بها فإذا فتشها لا يجد غير الله قال الله تعالى: * (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) * دون غيره ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' أصدق كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل '.