تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢١٦
الحق فأنا بشر مثلكم في الظاهر ولست مثلكم في الحقيقة ألا تراه صلى الله عليه وسلم يقول: ' إني لست كأحدكم اني أبيت عند ربي فيطعمني ويسقيني يطعمني ربي ويسقيني ربي '.
قوله تعالى: * (فاستقيموا إليه واستغفروه) * [الآية: 6].
قال بعضهم: الاستقامة مساواة الأحوال مع الأفعال والأقوال وهو أن لا يخالف الظاهر الباطن ولا الباطن الظاهر فإذا استقمت واستقامت أحوالك فاستغفر من رؤية استقامتك واعلم أن الله هو الذي قومك لأنك استقمت.
قوله عز وعلا: * (وجعل فيها رواسي) * [الآية: 10].
قال القاسم: الرواسي الاجلة من الأولياء الذين هم المشرفون على الخلق لأنهم الخواص منهم. وقوله: * (من فوقها) * أي من فوق عامة الأولياء وأشرفهم نظرهم أصح وبركاتهم أعم ولا يشرف عليهم أحد إلا القطب الذي هو الواحد في العلا وبه قوام كل الأولياء والرواسي دونه.
قوله عز وعلا: * (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) * [الآية: 12].
قال ابن عطاء: زينا قلوب العارفين بأنوار المعرفة وجعلنا فيها مصابيح الهداية وضياء التوحيد.
وقال جعفر: زينا جوارح المؤمنين بالخدمة.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: زينا الجنة بنور مناجاة العارفين وزهرة خدمة العابدين.
قوله عز وعلا: * (أولم يعلموا أن لله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) * [الآية: 15].
قال عمرو المكي: من شاهد من نفسه قياما إلى شيء من الأوامر وقعودا عن شيء من النواهي فقد صغر ما عظمه الله وعظم ما صغره الله الا ترى أن الله هو الذي اقامه إليها وقواه عليها حينئذ يخلو من حاله وعمله ويرى قدرة الله وقوته عليه وضعفه عن القيام إلى حقائق أوامره ويعلم أن القوى على الحقيقة من يقدر على أن يقوى العبد على القيام بأحكامه.
قال الله تعالى: * (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) *.
قوله تعالى: * (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) * [الآية: 17].
قال الواسطي رحمة الله عليه: لحاجة لما سبق فيهم من شوم الجبلة.
(٢١٦)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»