قال ابن عطاء: البسوا لباس الهداية ظاهرا عوارى فتحقق لباس الحقيقة فاستحبوا العمى على الهدى فردوا إلى الذي سبق لهم في الأزل.
قوله عز وجل: * (ويوم نحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) * [الآية: 19].
قال الواسطي رحمة الله عليه: من لم يصحبه من الله ما يردعه عن جميع خلقه فهو مصحوب نفسه وان الله وصف حال الأعداء في عرصة القيامة تحذيرا لخلقه فقال:
* (ويوم نحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) *.
قوله تعالى: * (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم) * [الآية: 22].
قال أبو عثمان رحمة الله عليه: من لم يذكر في وقت مباشرته الذنوب شهادة جوارحه عليه تحرى على الذنوب ومن ذكر ذلك جبن عن مباشرتها وربما يلحقه التوفيق والعصمة فيمنعاه عنها.
قوله عز وعلا: * (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) * [الآية: 24].
قال بعضهم: إن يستعتبوا لا يقالوا وإن اعتذروا لم يعذروا.
قوله تعالى: * (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) * [الآية: 25].
قال الجنيد رحمة الله عليه: النفس لا تألف الحق أبدا.
قال ابن عطاء: النفس قرين الشيطان وأليفه ومتبعه فيما يشير عليه مفارقا للحق مخالفا له لا يألف الحق ولا يتبعه قال الله تعالى: * (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم) * من طول الأمل وما خلفهم من نسيان الذنوب.
قوله تعالى: * (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) * [الآية: 26].
قال ابن عطاء: من لم يكن قلبه منور بالإيمان لا يلتذ بسماع القرآن ولا تؤثر فيه مواعظه وأحكامه وإنما يتعظ به من كان مؤيد السر مشروح الصدر مفتوح السمع حاد البصر معانا بالتوفيق مسددا بالعصمة إذا سمعه وعى فوائد احكامه واتعظ بلطائف مواعظه.
قوله تعالى: * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * [الآية: 30].