بيدي اقلبها كيف أشاء والضر والنفع بيدي فكونوا لي صرفا أكن لكم حقا.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء:
عاتب الله أولياءه بنظرهم إلى ما سواه وقال بيدي مقاليد السماوات والأرض فلا يشتغلوا بها ولا بما فيها وعليها فإنها كلها قامت بي كونوا لي حقا اسخر لكم الأكوان وما فيها ألا ترى كيف قطعهم عن الاعتماد على الأنبياء بقوله: * (ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) *.
قوله تعالى: * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * [الآية: 13].
قال سهل: أول من حرم الأمهات والبنات والأخوات نوح عليه السلام فشرع الله لنا محاسن شرائع الأنبياء أولهم نوح فقال: * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * والذي وصى به إبراهيم وموسى وعيسى من إقامة الطاعة لله والإخلاص فيها وإظهار الأخلاق والأحوال.
وقال بعضهم: * (شرع لكم من الدين) * أي من تعظيم محمد صلى الله عليه وسلم ما أمر به الأنبياء السالفة.
قوله تعالى: * (فاستقم كما أمرت) *.
سمعت أبا العباس البزاز يقول: قال بعض أصحابنا: حقيقة الاستقامة لا يطيقها إلا الأنبياء وأكابر الأولياء لأنها الخروج من المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الحق على حقيقة الصدق لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ' استقيموا ولن تحصوا ' أي لن تطيقوا الاستقامة التي أمرتم بها.
قوله تعالى: * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) * [الآية: 18].
سمعت أبا العباس البزاز يقول: كان أخي خادما للحلاج فقال لي: لما كانت الليلة التي توعد من العبد بقتله قلت له: يا سيدي أوصني فقال لي: عليك نفسك إن لم