قوله تعالى: * (شكور) * قال بعضهم: الشاكرون ثلاثة: شاكر يشكر شخص النعمة وشاكر يشكر معنى النعمة وشاكر يشكر المنعم وهو على ثلاثة أوجه شاكر وشكور وشكار فالشاكر يشكر شخص النعمة والشكور يشكر معنى النعمة والشكار الذي لا يفتر عن شكر المنعم الا ترى كيف دعا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ' اللهم اجعلني شكارا '.
قوله عز وعلا: * (فإن يشأ الله يختم على قلبك) * [الآية: 24].
قال سهل: يختم على قلبك ختم عليه الشوق والمحبة فلا تلتفت إلى الخلق ولا تشتغل بإجابتهم وإيابهم.
قال الواسطي رحمة الله عليه في هذه الآية: يختم على قلبك بما يشاء ويمحو الله الباطل بنفسه ونعته حتى يعلم أنه لا حاجة به إلى مبلغه ثم يتحقق الحق في قلوب أنشأها للحقيقة.
قوله تعالى: * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * [الآية: 25].
قال بعضهم: إنما يقبل التوبة من رزقه التوبة وتاب عليه فتاب فيكون تلك توبة صحيحة لا من يتوب من غير عزم ولا ندامة على معنى العادة والطبع وعلامة قبول التوبة مجران: اخدان السوء وقرناء السوء وعمل السوء ومجانبة البقعة التي فيها باشر الذنوب والخطايا وأن يبدل بالإخوان إخوانا وبالأخدان اخدانا وبالبقاع بقاعا ثم يكثر الندامة والبكاء على ما سلف منه والأسف على ما ضيع من أيامه ولا تفارقه حسرة ما فرط واهمل أيامه في البطالات ويرى نفسه مستحقا لكل عذاب وسخطه، هذه علامات التوبة وقبولها.
قوله تعالى: * (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) * [الآية: 28].
قال ابن عطاء: إن الله عز وجل يربى عباده بين طمع ويأس فإذا طمعوا فيه آيسهم بصفاتهم وإذا أيسوا أطمعهم بصفاته وإذا غلب على العبد القنوط وعلم العبد ذلك وأشفق منه اتاه من الله الفرح ألا تراه يقول: * (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) * معنى ينزل الغيث رحمته على قلوب أوليائه فيثبت فيها التوبة والإنابة والمراقبة والرعاية.
قوله عز وعلا: * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) * [الآية: 30].
قال ابن عطاء: من لم يعلم أن ما وصل إليه من الفتن والمصائب باكتسابه وإنما عفا