قال الواسطي رحمة الله عليه: هو الذي أحيا القلوب بفوائد أنواره وسواطع عزته عن هواجس الهياكل وظلم الأجسام.
وقال الحسين: هو الذي أحيا العالم بنظره فمن لم يكن به وبنظره حيا فهو ميت وإن نطق أو تحرك.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: الحي على الحقيقة من به حياة كل حي.
قوله عز وعلا: * (وأمرت أن أكون من المسلمين) *.
قال ابن عطاء: اخضع لأوامره وأنقاد له ولا أخرج من رسوم العبودية بحال.
قال جعفر: لا ألتجئ إلا إليه ولا أذل إلا له فإن الالتجاء إليه محل الفرج والتذلل له معدن العز.
قوله تعالى: * (فاصبر إن وعد الله حق) * [الآية: 77].
قال أبو بكر بن طاهر: اصبر على شدائد الدنيا فإن وعد الله حق لمن صبر فيها على الشدائد أن يوصله إلى الراحة الكبرى وهو مقعد صدق عند مليك مقتدر.
قوله عز وعلا: * (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق) * [الآية: 78].
قال الواسطي رحمة الله عليه: من ذكر القسمة وما جرى له في السبق ينقطع عن السؤال والدعاء ويعلم أن المقضى كائن بالحق ومن الحق لذلك قال بعضهم: أمرونا بالسكوت والجمود، ودعونا إلى الدعاء، والثناء في الدعاء لمن لا سابقة له والثناء لا يصلح إلا لأهل الثناء فإنك إن سألت ما ليس لك استعجلت وأسأت الثناء وإن سألت ما لك اتهمت وإن سكت أجرى لك ما قضاه في الدهور لك وهذا كقوله: فإذا جاء أمر الله قضى بالحق.
قوله تعالى: * (ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) * [الآية: 80].
وقال محمد بن علي: لكم فيها منافع استعمال السنة في الركوب فيما خلق للركوب واستعمال السنة في النحر والذبح فيما خلق لهما.
قال أبو عثمان رحمة الله عليه: * (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) * قال الحج والغزو.