ذكر ما قيل في سورة المؤمن بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) * [الآية: 1، 2].
قال سهل في قوله: * (حم) * قال: الحي الملك هو الذي انزل عليك الكتاب، وهو الذي وله به قلوب العارفين العزيز عن درك الخلق والعليم بما أنشأ وقدر.
قوله عز وعلا: * (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب) * [الآية: 3].
قال سهل: * (غافر الذنب) * أي ساتره على من يشاء * (وقابل التوب) * أي ممن تاب إليه واخلص العمل بالعلم له * (ذي الطول) * أي ذي الغنى عن الكل.
قال بعضهم: * (غافر الذنب) * كرما * (وقابل التوب) * فضلا * (شديد العقاب) * عدلا * (لا إله إلا هو) * فردا * (وإليه المصير) * تصديقا للوعد.
قال بعضهم: * (غافر الذنب) * للمذنبين وقابل توبة الراجعين * (شديد العقاب) * على المخالفين ذي الطول على العارفين.
قال بعضهم: * (غافر الذنب) * للظالمين * (وقابل التوب) * للمقتصدين * (ذي الطول) * للسابقين * (شديد العقاب) * للكافرين والجاحدين والمنافقين * (إليه المصير) * يصل الظالم بجوده إلى رحمته ويصل المقتصد بفضله إلى رضوانه ويصل السابق بمنه وطوله بالنظر إلى وجهه الكريم تبارك وتعالى.
قوله: * (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) * [الآية: 4].
قال سهل: هو المجادلة في الذات دون الفروع وقال: * (إلا الذين كفروا) * قال: يدعون غير الحق.
وقال بعضهم: هو الذي يجادل بالهوى لأن المتبع لا يجادل بل يقتدى.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الطبري يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: ما كانت زندقة ولا كفر ولا بدعة ولا جرأة في الدين إلا من قبل الكلام والمراء والجدال والعجب كيف تجترئ الرجل والمراء على الجدال والله يقول: * (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) *.