تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
وسمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت الجرير يقول: سمعت الجنيد رحمة الله عليه وعليهم يقول في قوله: * (أنتم الفقراء إلى الله) * فقال: الفقر يليق بالعبودية والغنى يليق بالعبودية.
وقال سعد: الفقير الصادق لا يسأل ولا يدخر ولا يحبس.
سئل الخواص ما علامة الفقر الصادق؟ قال: ترك الشكوى وأخفاء اثر البلوي.
وسئل رويم عن الفقر؟ فقال: عدم كل موجود ويكون في الأشياء دخوله لغيره لا له.
سمعت أبا الفرج يقول: سمعت إبراهيم بن أحمد السياجي يقول: سمعت محمد بن الحسين الخطيب يقول: سمعت العباس بن عبد العظيم يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: الفقر مخزون مكنون للمؤمن مثل الشهادة لا ينالها إلا من أحبه الله من عباده.
قال أبو سعيد الخراز: حقيقة الفقر اخذ شيء منه واختيار القليل على الكثير عند الحاجة. وقيل: لإبراهيم بن أدهم رحمة الله عليه ما الذي ورثك الدخول في الفقر؟.
قال: الصبر عليه.
قال عمرو المكي: الفقر ظاهرة ظاهر البلوى وباطنه باطن النعمة وقد وقع عليه كريم الوعد بالجزاء فوجب على العبد إظهار ما بطن من النعمة وإخفاء ما ظهر من البلوى.
قوله تعالى: * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * [الآية: 28].
قال ابن عطاء: الخشية أتم من الخوف لأنه صفة العلماء والأولياء.
قال جعفر: خشية العلماء من ترك الحرمة في العبادات وترك الحرمة في الاخبار عن الحق وترك الحرمة في متابعة الرسول وترك الحرمة في خدمة الأولياء والصديقين.
قال النصرآباذي: خشية العلماء من الانبساط في الدعاء والسؤال.
قال الواسطي رحمة الله عليه أرحم الناس العلماء لخشيتهم من الله وإشفاقهم بما علمهم الله.
وقال الحارث: العلم يورث الخشية والزهد يورث الراحة، والمعرفة تورث الإنابة.
قال الواسطي رحمة الله عليه: أوائل الخشية العلم ثم الاجلال ثم التعظيم ثم الهيبة، ثم الفناء، فإذا فنيت هربت حتى نسيت أفعالها.
قوله تعالى: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»