تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٧١
لتبصروا بها عجائب القدرة، والأفئدة لتعرفوا بها آثار موارد الحق عليكم.
* (لعلكم تشكرون) * أي لعلكم تبصرون دوام نعمي عليكم فترجعوا إلى بابي.
قال بعضهم: تمام النعمة هو أن يرزق العبد الرضا بمجاري القضاء.
قال ابن عطاء: تمام النعمة في الدنيا المعرفة وفي الآخرة الرؤية.
وسئل بعضهم: ما تمام النعمة؟ قال: هو التنعم في الاستسلام وإسقاط التدبير.
قال أبو محمد الجريري: تمام النعمة خلو القلب من الشرك الخفي وسلامة النفس من الرياء والسمعة.
قوله تعالى: * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) * [الآية: 83].
قال بعضهم: يتقلبون في نعمة ولا يوفقون لشكره.
قال بعضهم: من إنكار النعمة جحود المنعم.
قال النصرآباذي: معرفة النعمة حسن. ومعرفة المنعم أحسن ومعرفة النعمة ربما يتولد منه الإنكار ومعرفة المنعم لا يتولد منه إلا صحة الاستقامة.
قال بعضهم: يعرفون نعمة الله. أي ليس إلى أحد شيء في الضر والنفع ثم يقولون لولا فلان لكان كذا.
قوله عز وجل: * (ويوم نبعث في كل أمة شهيدا) * [الآية: 84].
عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء.
قال أبو علي الجوزجاني: الخلق شهداء بعضهم عى بعض. وأمة محمد صلى الله عليه وسلم هم شهود الأنبياء على جميع الأمم ومحمد صلى الله عليه وسلم هو المذكي المقبول فمن قدمه فهو المقدم ومن أخره فهو المؤخر ومن تعلق به نجا ومن تخلف عنه هلك.
قال تعالى: * (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) *.
قوله عز وجل: * (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) * [الآية: 89].
قال الواسطي: أنزل عليك الكتاب: وإنما خوطبت به دون غيرك لأنك من أهل المخاطبة وخوطبوا جميعا تبعا لك فبين لهم مرادنا فيما خوطبوا به فإن البيان إليك.
قال أبو عثمان المغربي: في الكتاب تبيان كل شيء ومحمد صلى الله عليه وسلم هو المبين لتبيان الكتاب.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»