قوله عز وجل: * (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم) * [الآية: 13].
قال أبو عثمان: نقض الميثاق: الرجوع إلى الخلق بعد الإقرار الأول بالوحدانية.
وقال بعضهم: نقض العهد مع الحق السكون إلى سواه.
قوله تعالى: * (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) * [الآية: 15].
قال بعضهم: جاءكم نور قبلتم به ما آتاكم الرسول صلى الله عليه وسلم من بيان الكتاب.
وقال بعضهم: بعناية الأزل وصلتم إلى نور الكتاب المبين ونور التوحيد والأنوار الظاهرة والباطنة.
قال ابن عطاء: تنال بهذا النور ما هو أجل من النور كمن أخذ سراجا إلى بيت مظلم فبذره في البيت، فيجد به أخل من السراج.
وقيل: كشف عن أسرارهم غطاء الوحشة وألبسهم لباس الأنس.
قوله تعالى: * (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) * [الآية: 16].
قيل: فبه يهدي الله لأسلم المسالك في سبيل إرادته من خصه برضوانه.
قيل: إيجاده ليوصله الرضوان إلى محل الرضا.
قوله تعالى: * (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) * [الآية: 18].
قال: يغفر لمن يشاء فضلا، ويعذب من يشاء عدلا.
وقيل: يغفر لمن يشاء بتقصيره في شكر النعمة، ويعذب من يشاء بتقصيره في شكر المنعم، نس قارون النعمة فخسف به ونسي المنعم فما يرجو.
قوله تعالى: * (وجعلكم ملوكا) * [الآية: 20].
قال القرشي: ملككم سياسة أنفسكم.
وقال سهل: مالكين لأنفسكم ولا كملككم نفوسكم وأنشد في معناه.
(ملكت نفسي وذاك ملك * ما مثله للأنام ملك * (فصرت حرا بملك نفسي * فما خلف علي ملك * وقال بعضهم: جعلكم ملوكا أي: قانعين بما أعطيتم، والقناعة هو الملك الأكبر.
وقال بعضهم: جعلكم ملوكا وزراء أنبيائكم.