أكملت لكم دينكم) *.
قوله تعالى: * (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) * [الآية: 4].
قال سهل: الطيبات: الرزق من الحلال.
وقال يوسف بن الحسين: الطيب من الرزق ما يبدو لك من غير تكلف ولا إشراف نفس.
وقال الروذباري: أطيب أرزاق العارفين المعونات.
قوله تعالى: * (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله) * [الآية: 5].
قيل: من لم يشكر الله على ما وهب له من المعرفة واليقين، فقد كفر بمعاني درجات الإيمان وفيه إحباط ما سواه من الاجتهادات والرياضات.
وقيل: من لم ير سوابق المنن في خصائص الإيمان فقد عمى عن محل الشكر.
وقال علي بن بابويه في هذه الآية: من لم يجتهد في معرفته لا تقبل خدمته.
قوله عز وعلا: * (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) * [الآية: 6].
قال: شرائع الطهارة معروفة، وحقيقتها لا ينالها إلا الموفقون من طهارة السر وأكل الحلال وإسقاط الوساوس عن القلب، وترك الظنون والإقبال على الأمر بحسب الطاقة.
وقال سهل: أفضل الطهارات أن يطهر العبد من رؤية الطهارة.
وقال سهل: الطهارة على سبعة أوجه: طهارة العلم من الجهل، وطهارة الذكر من النسيان، وطهارة الطاعة من المعصية، وطهارة اليقين من الشك، وطهارة العقل من الحمق، وطهارة الظن من التهمة، وطهارة الإيمان مما دونه، وكل عقوبة طاهرة إلا عقوبة القلب، فإنها قسوة.
وقال سهل: إسباغ طهارة الظاهر يورث طهارة الباطن، وإتمام الصلاة يورث الفهم عن الله عز وجل.
وقال سهل: الطهارة تكون في أشياء: في صفاء المطعم، ومباينة الآثام، وصدق اللسان، وخشوع السر، وكل واحد من هذه الأربع مقابل لما أمر الله بتطهيره من