تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٢ - الصفحة ١٥٨
ذلك بما شاء الله * (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) * أي: لو أطلعني على أكثر مما أطلعني عليه من الغيب لكان أكثر لخيري عنده، ولم يطلعني على علم الساعة متى قيامها * (وما مسني السوء) * هذا جواب لقول المشركين: إنه مجنون، فقال الله له قل: * (وما مسني السوء) * الآية.
سورة الأعراف من الآية (189) إلى الآية (192).
* (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) * يعني: آدم * (وجعل منها زوجها) * يعني: حواء؛ خلقها من ضلع آدم القصيرى اليسرى * (فلما تغشاها حملت حملا خفيفا) * إلى قوله: * (جعلا له شركاء فيما آتاهما) * تفسير الكلبي:
حملت حملا خفيفا - يعني: حواء - فمرت به - أي: قامت به وقعدت - ثم أتاها الشيطان في غير صورته؛ فقال: يا حواء، ما هذا في بطنك؟ فقالت: لا أدري. قال: لعله بهيمة من هذه البهائم، فقالت: ما أدري. فأعرض عنها؛ حتى إذا أثقلت أتاها، فقال لها: كيف تجدينك يا حواء؟ قالت: إني لأخاف أن يكون الذي خوفتني، ما أستطيع القيام إذا قعدت. قال: أفرأيت إن دعوت الله، فجعله إنسانا مثلك أو مثل آدم، أتسمينه بي؟ قالت: نعم، فانصرف عنها وقالت لآدم: إن الذي في بطني أخشى أن يكون بهيمة من هذه البهائم، وإني لأجد له ثقلا، ولقد خفت أن يكون كما قال، فلم يكن لآدم ولا لحواء هم
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»