تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٧
سورة الإنسان 23 - 31 ثم قال * (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) * يعني أنزلنا عليك جبريل القرآن تنزيلا يعني إنزالا فالمصدر للتأكيد ثم قال عز وجل * (فاصبر لحكم ربك) * يعني استقم على أمر الله تعالى ونهيه ويقال اصبر على أذى الكفار ويقال على تبليغ الرسالة * (ولا تطع منهم آثما) * يعني فاجرا وهو الوليد بن المغيرة * (أو كفورا) * يعني ولا كفورا وهو عتبة بن ربيعة وقال أهل اللغة * (أو) * توضع موضع الواو كقوله * (آثما أو كفورا) * يعني وكفورا وذلك أن عتبة ابن ربيعة قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن فعلت هذا لأجل المال فارجع حتى أدفع إليك من المال ما تصير به أكثر مالا من أهل مكة فنزلت هذه الآية " ولا تطع منهم آثما وكفورا " ثم قال تعالى * (واذكر اسم ربك) * يعني صل باسم ربك * (بكرة وأصيلا) * يعني بكرة وعشيا يعني صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر * (ومن الليل فاسجد له) * يعني فصل لله تعالى المغرب والعشاء * (وسبحه ليلا طويلا) * يعني بعد المكتوبة فهذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ويقال له ولأصحابه وهذا أمر استحباب لا أمر وجوب ثم قال عز وجل * (إن هؤلاء يحبون العاجلة) * يعني يختارون الدنيا * (ويذرون وراءهم) * يعني يتركون العمل لما هو أمامهم * (يوما ثقيلا) * يعني ليوم ثقيل وقال مجاهد * (وراءهم) * يعني خلفهم قوله تعالى * (نحن خلقناهم وشددنا أسرهم) * يعني قوينا خلقهم ليطيعوني فلم يطيعوني ويقال شددنا مفاصلهم بالعصب والعروق والجلد لكيلا ينقطع المفاصل وقت تحريكها ويقال * (شددنا أسرهم) * أي قبلهم ودبرهم لكي لا يسيل البول والغائط إلا عند الحاجة * (وإذا شئنا) * يعني إذا أردنا * (بدلنا أمثالهم تبديلا) * يعني نحن نخلق خلقا أمثل منهم وأطوع لله تعالى * (إن هذه تذكرة) * يعني هذه السورة عظة لكم ويقال هذه الآيات * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) * يعني فمن شاء أن يتعظ فليتعظ فقد بينا له الطريق ثم قال عز وجل * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * يعني إلا أن يشاء لكم فيوفقكم يعني إن جاهدتم فيوفقكم كقوله * (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم) * [العنكبوت 69] الآية قرأ ابن
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»