تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٩
أنزل العدل في الأرض * (ألا تطغوا في الميزان) * يعني لكي لا تميلوا عن العدل * (وأقيموا الوزن بالقسط) * يعني اعدلوا في الوزن * (ولا تخسروا الميزان) * يعني لا تنقصوا حقوق الناس في الوزن ويقال * (وأقيموا الوزن) * يعني أقيموا اللسان بالقول * (ولا تخسروا الميزان) * يعني لا تقولوا بغير حق ثم قال * (والأرض وضعها للأنام) * يعني بسط الأرض للخلق * (فيها فاكهة) * يعني وخلق من الأرض من ألوان الفاكهة * (والنخل ذات الأكمام) * يعني ذات النخيل الطويل الموقرة بالطلع ذات الغلف وإنما العجائب في خلقه وما يتولد منه لأنه يتولد من النخيل من المنافع ما لا يحصى وقال القتبي * (ذات الأكمام) * يعني ذات الكفرى قبل أن تتفتق وغلاف كل شيء كمه * (ذات الأكمام) * يعني ذات الغلف سورة الرحمن 12 - 18 ثم قال * (والحب ذو العصف) * يعني ذو الورق * (والريحان) * يعني ثمره وقال مجاهد * (العصف) * يعني ورق الحنطة * (والريحان) * الرزق وقال الضحاك * (الحب) * الحنطة والشعير " والعصف " التبن وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال * (العصف) * الزرع * (والريحان) * الورق وقال القتبي * (الريحان) * الرزق يقال خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه وقال مقاتل * (الريحان) * الرزق بلسان حمير ويقال * (العصف) * السنبل * (والريحان) * ثمرته وما ينتفع به ويقال * (الريحان) * يعني الرياحين قرأ ابن عامر " والحب ذا العصف والريحان " بنصب النون والباء وإنما نصبه لأنه عطف على قوله * (والأرض وضعها للأنام) * * (والحب) * يعني وخلق الحب ذا العصف * (والريحان) * وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم * (والحب ذو العصف والريحان) * بضم النون والباء لأنه عطف على قوله * (فيها فاكهة) * وقرأ حمزة والكسائي هكذا إلا أنهما كسرا النون في قوله * (والريحان) * عطفا على * (العصف) * على وجه المجاورة وقد ذكر الله تعالى من أول السورة نعماءه إلى هنا ثم خاطب الإنس والجن فقال * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * وإن لم يسبق ذكرهما لأن في الكلام دليلا وقد ذكرهما من بعده وهو قوله * (يا معشر الجن والإنس) * وقال * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * يعني فبأي نعمة من نعماء ربكما أيها الجن والإنس * (تكذبان) * يعني تتجاحدان بأنها ليست من الله تعالى قال بعضهم
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»