تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٨
فرفعها إلى قريب من السماء ثم قلبها وأهواها إلى الأرض * (فغشاها ما غشى) * يعني فغشاها من الحجارة * (ما غشي) * كقوله * (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) * [الحجر 74] ثم قال * (فبأي آلاء ربك تتمارى) * يعني بأي نعمة من نعماء ربك تتجاحد أيها الإنسان بأنها ليست من الله تعالى قوله عز وجل * (هذا نذير من النذر الأولى) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم * (نذير) * مثل * (النذر الأولى) * يعني رسولا مثل الرسل الأولى مثل نوح وهود وصالح صلوات الله عليهم وقد خوفهم الله ليحذروا معصيته ويتبعوا ما أمرهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال عز وجل * (أزفت الآزفة) * يعني دنت القيامة * (ليس لها من دون الله كاشفة) * يعني ليس للساعة من دون الله * (كاشفة) * يعني عن علم قيامها وهذا كقوله " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلاهكم إله واحد " [الأعراف 187] سورة النجم 59 - 62 ثم قال عز وجل * (أفمن هذا الحديث تعجبون) * يعني من القرآن تعجبون تكذيبا * (وتضحكون) * استهزاء * (ولا تبكون) * مما فيه من الوعد * (وأنتم سامدون) * يعني لاهين عن القرآن روي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال هو الغناء كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا وهي بلغة أهل اليمن وقال قتادة * (سامدون) * يعني غافلون ثم قال عز وجل * (فاسجدوا لله) * يعني صلوا لله ويقال اخضعوا لله بالتوحيد * (واعبدوا) * يعني أطيعوه ويقال * (فاسجدوا لله) * في الصلاة * (واعبدوا) * يعني وحدوه ويقال هي سجدة التلاوة بعينها وروي عن الشعبي أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في النجم وسجد معه المؤمنون والمشركون والجن والإنس والله أعلم بالصواب
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»