تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٤
ثم قال * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * يعني لا يعينكم أحد غير الله ولا يحفظكم حين يرسل عليكم العذاب إلا الله فكيف تنكرون قدرته وتوحيده سورة الرحمن 37 - 40 ثم قال عز وجل * (فإذا انشقت السماء) * يعني انفرجت السماء لنزول الملائكة كقوله * (ويوم تشقق السماء بالغمام) * [الفرقان 25] * (فكانت وردة كالدهان) * يعني صارت كدهن الورد الصافي من الخوف وهذا قول مقاتل وقال القتبي صارت حمراء في لون الفرس يعني بمنزلة الدابة الجلجون الذي يتغير لونه في كل وقت يرى لونه على خلاف اللون الأول ويقال له الورد ويقال الدهان الأديم الأحمر الكلكون بلغة الفارسي يعني الفرس الذي يكون لونه لون الورد الأحمر يعنون أخضر يضرب إلى سواد يتغير لونه بياض ويقال من هيبة ذلك زاغ فيرى أنه كالدهن ثم قال عز وجل * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * يعني إذا كان يوم القيامة تغيرت السماوات من هيبته ويأمر الخلق بالحساب فهو الذي ينجيكم من هول ذلك اليوم فكيف تنكرون هذه النعمة ثم قال عز وجل * (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه) * يعني عن علمه * (إنس ولا جان) * يعني إنسيا ولا جنيا لأن الله تعالى قد أحصى عملهم ويقال لا يسأل سؤال استفهام ولكن يسأل سؤال التوبيخ والزجر كقوله تعالى " فوربك لنسئلنهم أجمعين " [الحجر 92] ويقال لا يسأل الكافر لأنه قد عرف بعلامته ثم قال * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * يعني إذا كان يوم القيامة أعطاكم الثواب وأدخلكم في جنته فكيف تنكرون وحدانيته ويقال معناه إن الله قد بين لكم أنه يعلم أعمالكم ونهاكم عن الذنوب وتجاوز عنكم فكيف تنكرون وحدانيته سورة الرحمن 41 - 45 قوله عز وجل * (يعرف المجرمون بسيماهم) * يعني يعرف الكافر بسواد وجهه وزرقة عينيه * (فيؤخذ بالنواصي والأقدام) * وذلك أن خزنة جهنم بعد الحساب يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون بين نواصيهم إلى أقدامهم ثم يدفعونهم على وجوههم فيطرحونهم في النار ثم قال * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * يعني هو الذي يدفع عنكم ذلك العذاب إذا أطعتموه ووحدتموه فكيف تنكرون هذه النعمة إن آمنتم وأطعتم فكيف تنكرون وحدانيته
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»