تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٤
يومهم لا تحضر الناقة وكل فريق يحضر في نوبته * (فنادوا صاحبهم) * يعني نادوا مصدع أو قذار * (فتعاطى فعقر) * يتناول الناقة بالسهم فعقرها * (فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة) * يعني صحية جبريل * (فكانوا كهشيم المحتظر) * قال قتادة يعني كرماد محترق وقال الزجاج الهشيم ما يبس من الورق وتحطم وكسر قرأ بعضهم * (كهشيم المحتظر) * بنصب الظاء وقراءة العامة بالكسر فمن قرأ بالنصب فهو اسم الحظيرة ومعناه كهشيم المكان الذي يحضر فيه الهشيم ومن قرأ بالكسر فهو صاحب الحظيرة يعني يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه فداسته الغنم سورة القمر 32 - 40 ثم قال عز وجل * (ولقد يسرنا القرآن للذكر) * يعني سهلناه للحفظ لأن كتب الأولين يقرؤها أهلها نظرا ولا يكادون يحفظون من أولها إلى آخرها كما يحفظ القرآن * (فهل من مدكر) * يعني متعظ به قوله تعالى * (كذبت قوم لوط بالنذر) * يعني بالرسل لأن لوطا عليه السلام يدعوهم إلى الإيمان بجميع الرسل فكذبوهم ولم يؤمنوا فأهلكهم الله تعالى وهو قوله * (إنا أرسلنا عليهم حاصبا) * يعني حجارة من سجين * (إلا آل لوط نجيناهم بسحر) * يعني وقت السحر قوله تعالى * (نعمة من عندنا) * يعني رحمة من عندنا على آل لوط صار * (نعمة) * نصبا لأنه مفعول ومعناه ونجيناهم بالإنعام عليهم * (كذلك نجزي من شكر) * يعني هكذا يجزي الله تعالى من شكر نعمته ولم يكفرها ويقال * (من شكر) * يعني من وحد الله تعالى لم يعذبه في الآخرة مع المشركين فكما أنجاهم في الدنيا ينجيهم في الآخرة ولا يجعلهم مع المشركين قوله عز وجل * (ولقد أنذرهم بطشتنا) * يعني خوفهم لوط عقوبتنا * (فتماروا بالنذر) * يعني شكوا بالرسل فكذبوا يعني لوطا ويقال معناه شكوا بالعذاب الذي أخبرهم به الرسل أنه نازل بهم قوله تعالى * (ولقد راودوه عن ضيفه) * يعني طلبوا منه الضيافة وكانت أضيافه جبريل مع الملائكة فمسح جبريل بجناحه على أعينهم فذهب أبصارهم وذلك قوله " فطمسنا
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»