تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٠
آدم عليه السلام ويقال على شمال العرش ويقال * (أصحاب الميمنة) * الذين يكونون يوم القيامة على يمين العرش ويأخذون طريق الجنة " وأصحاب المشئمة " الذين يأخذون على طريق الشمال فيفضي بهم إلى النار سورة الواقعة 10 - 24 ثم قال عز وجل * (والسابقون السابقون) * يعني السابقين إلى الإيمان والجهاد والطاعات " السابقون " يعني هم السابقون إلى الجنة فذكر الأصناف الثلاثة أحدها أصحاب اليمين الثاني أصحاب الشمال والثالث السابقون ثم وصف كل صنف منهم بصفة فبدأ بصفة السابقين فقال * (أولئك المقربون) * يعني المقربون عند الله في الدرجات * (في جنات النعيم) * يعني في جنات عدن * (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) * يعني إن السابقين تكون جماعة من الأولين يعني من أول هذه الأمة مثل الصحابة والتابعين * (وقليل من الآخرين) * يعني إن السابقين في آخر هذه الأمة يكونون قليلا وقال بعضهم * (ثلة من الأولين) * يعني جمع من الأمم الخالية * (وقليل من الآخرين) * يعني من هذه الأمة فحزن المسلمون بذلك حتى نزلت * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * فطابت أنفسهم والطريق الأول أصح وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كلتا الثلتين من أمتي) وروي عن عبد الله بن يزيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهل الجنة عشرون ومائة صنف هذه الأمة منها ثمانون صنفا) ثم قال * (على سرر موضونة) * يعني إن السابقين في الجنة على سرر منسوجة بالدر والياقوت وقال مجاهد * (موضونة) * مرمولة بالذهب وقال القتبي * (موضونة) * أي منسوجة كأن بعضها أدخل في بعض أو نضد بعضها على بعض ومنه قيل للدرع * (موضونة) * ثم قال * (متكئين عليها متقابلين) * يعني ناعمين على سرر متقابلين في الزيادة وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ " متكئين عليها ناعمين " وقال مجاهد * (متقابلين) * يعني لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض ثم قال عز وجل * (يطوف عليهم ولدان) * يعني في الخدمة * (ولدان مخلدون) * يعني غلمان خلدوا في الجنة ويقال على سن واحد لا يتغيرون لأنهم خلقوا للبقاء ومن خلق
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»