تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٥
أعينهم) يعني أذهبنا أعينهم وأبصارهم * (فذوقوا عذابي ونذر) * اللفظ لفظ الأمر والمراد به الخبر يعني فذوقوا عذاب الله تعالى أي عقوبة الله كما أخبرتهم النذر ثم قال * (ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر) * يعني أخذهم وقت الصبح عذاب دائم يعني عذاب الدنيا موصولة بعذاب الآخرة * (فذوقوا عذابي ونذر) * يعني يقال لهم ذوقوا عذاب الله تعالى وإنذاره ثم قال * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) * وقد ذكرناها سورة القمر 41 - 48 قوله تعالى * (ولقد جاء آل فرعون النذر) * يعني الرسل وهو موسى وهارون * (كذبوا بآياتنا كلها) * يعني بالآيات التسع * (فأخذناهم) * يعني عاقبناهم عند التكذيب * (أخذ عزيز مقتدر) * يعني عقوبة منيع بالنقمة على عقوبة الكفار * (مقتدر) * يعني قادرا على عقوبتهم وهلاكهم ثم خوف كفار مكة فقال * (أكفاركم خير من أولئكم) * يعني أكفاركم أقوى في النذر من الذين ذكرناهم فأهلكهم الله تعالى وهو قادر على إهلاكهم * (أم لكم براءة في الزبر) * يعني براءة في الكتب من العذاب اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الزجر يعني ليس لكم براءة ونجاة من العذاب ثم قال عز وجل * (أم يقولون نحن جميع منتصر) * يعني ممتنع من العذاب يقول الله تعالى * (سيهزم الجمع) * يعني سيهزم جمع أهل مكة في الحرب * (ويولون الدبر) * يعني ينصرفون من الحرب منهزمين يعني به يوم بدر وفي هذا علامة من علامات النبوة لأن هذه الآية نزلت بمكة وأخبرهم أنهم سيهزمون في الحرب فكان كما قال وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * فكنت لم أعلم ما هي وكنت أقول أي جمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثبت في الدرع ويقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر) وقال الزجاج * (ويولون الدبر) *
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»