تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩
لهم الهدى) يعني من بعد ما ظهر لهم الإسلام قال قتادة * (إن الذين ارتدوا على أدبارهم) * وهم أهل الكتاب عرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وكفروا به ويقال نزلت في المرتدين ثم قال عز وجل * (الشيطان سول لهم) * يعني زين لهم ترك الهدى وزين لهم الضلالة * (وأملى لهم ذلك) * قرأ أبو عمرو * (وأملي) * بضم الألف وكسر اللام وفتح الياء على معنى فعل ما لم يسم فاعله والباقون * (وأملي) * بنصب اللام والألف يعني أمهل الله لهم فلم يعاقبهم حين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ويقال زين لهم الشيطان وأملى لهم الشيطان يعني خيل لهم تطويل المدة والبقاء وقرأ يعقوب الحضرمي * (وأملي) * بضم الألف وكسر اللام وسكون الياء ومعناه أنا أملي يعني أطول لهم المدة كما قال " إما نملي لهم ليزدادوا إنما " ثم قال ذلك يعني اللعن والصمم والعمى والتزين والإملاء * (بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) * وهم المنافقون قالوا ليهود بني قريظة والنضير وهم الذين كرهوا ما نزل الله يعني تركوا الإيمان بما أنزل الله من القرآن * (سنطيعكم في بعض الأمر) * يعني سنعينكم في بعض الأمر قال الله تعالى * (والله يعلم إسرارهم) * بما قالوا فيما بينهم قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (إسرارهم) * بكسر الألف والباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب فهو جمع السر ومن قرأ بالكسر فهو مصدر أسررت إسرارا ويقال سر وأسرار ثم خوفهم فقال الله تعالى * (فكيف) * يعني كيف يصنعون * (إذا توفتهم الملائكة) * يعني تقبض أرواحهم الملائكة ملك الموت وأعوانه * (يضربون وجوههم وأدبارهم) * يعني عند قبض الأرواح ويقال يعني يوم القيامة في النار * (ذلك) * يعني ذلك الضرب الذي نزل بهم عند الموت وفي النار * (بأنهم اتبعوا ما أسخط الله) * يعني اتبعوا الكفر وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم * (وكرهوا رضوانه) * يعني عملوا بما لم يرض الله به وتركوا العمل بما يرضي الله تعالى * (فأحبط أعمالهم) * يعني أبطل ثواب أعمالهم سورة محمد 29 - 32 قوله تعالى * (أم حسب الذين في قلوبهم مرض) * يعني أيظن أهل النفاق والشك * (أن لن يخرج الله أضغانهم) * يعني لم يظهر الله نفاقهم ويقال يعني الغش الذي في قلوبهم للمؤمنين وعداوتهم للنبي لله * (ولو نشاء لأريناكهم) * يعني لعرفتك المنافقين وأعلمتك
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»