تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٨
عبيدة بإسناده عن عبد الله بن عباس أنه قرأ * (إفكهم) * بنصب الألف والفاء والكاف يعني ذلك الفعل أضلهم وأهلكهم وصرفهم عن الحق وقراءة العامة بضده * (وذلك إفكهم) * يعني ذلك الفعل وهو عبادتهم وقولهم وكذبهم ويقال * (وذلك إفكهم) * اليوم كما كان إفك من كان قبلهم سورة الأحقاف 29 - 32 قوله تعالى " وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن " وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث خرت الأصنام على وجوهها في تلك الليلة فصاح إبليس صيحة فاجتمعت عليه جنوده فقال لهم قد عرض أمر عظيم امضوا فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها يعني امشوا وانظروا ماذا حدث من الأمر وروى ابن عباس أنه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حيل بين الشياطين وبين السماء وأرسل عليهم الشهب فجاؤوا إلى إبليس فأخبروه بذلك قال هذا الأمر حادث اضربوا مشارق الأرض ومغاربها فجاء نفر منهم فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تحت نخلة في سوق عكاظ ومعه ابن مسعود وأصحابه وكان يقرأ سورة طه في الصلاة وروى وكيع عن سفيان عن عاصم عن رجل عن زر بن حبيش في قوله تعالى * (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) * قال كانوا تسعة أحدهم زوبعة أتوه ببطن نخلة * (يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا) * وروى عكرمة عن الزبير قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء الأخيرة فلما حضروا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا " أنصتوا " يعني لما حضروا النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لبعض أنصتوا للقرآن واستمعوا " فلما قضي " يعني فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من القراءة والصلاة " ولوا " يعني رجعوا " إلى قومهم منذرين " قال مقاتل يعني مؤمنين وقال الكلبي يعني مخوفين وقال مجاهد ليس في الجن رسل وإنما الرسل في الإنس والنذارة في الجن ثم قرأ " فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين " يعني أنذروا قومهم من الجن قوله تعالى " قالوا يا قومنا إنا سمعنا " من محمد صلى الله عليه وسلم " كتابا " يعني قراءة القرآن " أنزل
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»