تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٥
سورة محمد 15 قوله تعالى * (وكأين من قرية) * يعني وكم من قرية فيما مضى يعني أهل قرية * (هي أشد قوة) * يعني أشد منعة وأكثر عددا وأكثر أموالا * (من قريتك التي أخرجتك) * يعني أهل مكة الذين أخرجوك من مكة إلى المدينة * (أهلكناهم) * يعني عذبناهم عند التكذيب " فلان ناصر لهم " يعني لم يكن لهم مانع مما نزل بهم من العذاب وهذا تخويف لأهل مكة قوله تعالى * (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله) * قال مقاتل والكلبي يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وأبا جهل بن هشام يعني لا يكون حال من كان على بيان من الله تعالى كمن زين له قبح عمله * (واتبعوا أهواءهم) * بعبادة الأوثان ويقال هذا في جميع المسلمين وجميع الكافرين لا يكون حال الكفار مثل حال المؤمنين في الثواب قوله تعالى " مثل الجنة " يعني صفة الجنة " التي وعد المتقون " الذين يتقون الشرك والفواحش * (فيها أنهار من ماء غير آسن) * قرأ ابن كثير * (من ماء غير آسن) * بغير مد والباقون بالمد ومعناهما واحد يعني ماء غير منتن ولا متغير الطعم والريح * (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) * إلى الحموضة كما يتغير لبن أهل الدنيا عن الحالة الأولى * (وأنهار من خمر لذة للشاربين) * يعني لذيذة ويقال * (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) * [الواقعة 19] * (وأنهار من عسل مصفى) * ليس فيها العكر ولا الكدورة ولا الدردى كعسل أهل الدنيا قال مقاتل هذه الأنهار الأربعة تتفجر من الكوثر إلى أهل الجنة ويقال من تحت شجرة طوبى إلى أهل الجنة * (ولهم فيها من كل الثمرات) * يعني من ألوان الثمرات * (ومغفرة من ربهم) * لذنوبهم في الآخرة ويقال في الدنيا * (كمن هو خالد في النار) * يعني هل يكون حال من هو في هذه النعم كمن هو في النار أبدا * (وسقوا ماء حميما) * يعني حارا قد انتهى حره * (فقطع أمعاءهم) * من شدة الحر فذابت أمعاؤهم كقوله تعالى " يصر به ما في بطونهم والجلود " [الحج 20] سورة محمد 16 - 18 ثم قال * (ومنهم) * يعني من المنافقين * (من يستمع إليك) * * (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا) * وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة وعاب في
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»