تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
إبراهيم في النار) فنزل * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * * (ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) * قال الكلبي نزلت الآية في رؤساء أهل بدر قوله تعالى * (فلا تهنوا) * يعني لا تضعفوا عن عدوكم * (وتدعوا إلى السلم) * يعني إلى الصلح أي * (ولا تهنوا) * ولا تدعوا إلى الصلح نظير قوله تعالى * (ولا تلبسوا الحق) * [البقرة 42] يعني ولا تكتموا الحق وفي هذه الآية دليل على أن أيدي المسلمين إذا كانت عالية على المشركين ولا ينبغي لهم أن يجيبوهم إلى الصلح لأن فيه ترك الجهاد وإن لم تكن يدهم عالية عليهم فلا بأس بالصلح لقوله تعالى * (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) * [الأنفال 61] يعني إن مالوا للصلح فمل إليه قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر * (إلى السلم) * بكسر السين والباقون بالنصب قال بعضهم وهما لغتان وقال بعضهم أحدهما صلح والآخر استسلام ثم قال * (وأنتم الأعلون) * يعني العالين يكون آخر الأمر لكم * (والله معكم) * يعني معينكم وناصركم * (ولن يتركم أعمالكم) * يعني لن ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا يقال وترتني حقي يعني بخستني فيه وقال مجاهد لن ينقصكم وقال قتادة لن يظلمكم سورة محمد 36 - 38 قوله عز وجل * (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) * يعني باطلا وفرح * (وإن تؤمنوا) * أي تستقيموا على التوحيد * (وتتقوا) * النفاق * (يؤتكم أجوركم) * يعني يعطكم ثواب أعمالكم * (ولا يسألكم أموالكم) * يعني لا يسألكم جميع أموالكم ولكن ما فضل منها " وإن يسألكموها " يعني جميع الأموال * (فيحفكم تبخلوا) * يعني إن يلح عليكم بما يوجبه في أموالكم ويقال * (فيحفكم) * يعني يجهدكم كثرة المسألة * (تبخلوا) * بالدفع * (ويخرج أضغانكم) * يعني يظهر بغضكم وعدواتكم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ويقال ويخرج ما في قلوبكم من حب المال يقول هذا للمسلمين ويقال هذا للمنافقين يعني يظهر نفاقكم وقال قتادة علم الله أن في مسألة الأموال خروج الأضغان ثم قوله عز وجل * (ها أنتم هؤلاء) * قرأ نافع وأبو عمرو * (ها أنتم) * بمدة طويلة بغير همز وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالمد والهمز و (ها) تنبيه و (أنتم) كلمة على حدة وإنما مد ليفصل ألف هاء من ألف أنتم وقرأ ابن كثير بالهمز بغير مد ومعناه أأنتم
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»