تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٤
سورة محمد 7 - 12 ثم حث المؤمنين على الجهاد فقال * (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم) * يعني إن تنصروا دين الله بقتال الكفار * (ينصركم) * بالغلبة على أعدائكم * (ويثبت أقدامكم) * فلا تزول في الحرب ثم قال تعالى " والذين كفروا تعسا لهم " يعني بعدا ونكسا وخيبة لهم وهو من قولك تعست أي عثرت وسقطت * (وأضل أعمالهم) * يعني أبطل ثواب حسناتهم فلم يقبلها منهم ثم بين المعنى الذي أبطل به حسناتهم فقال * (ذلك) * يعني ذلك الإبطال * (بأنهم كرهوا ما أنزل الله) * يعني أنكروا وكرهوا الإيمان بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم * (فأحبط أعمالهم) * يعني ثواب أعمالهم ثم خوفهم ليعتبروا فقال عز وجل * (أفلم يسيروا في الأرض) * يعني أفلم يسافروا في الأرض * (فينظروا) * يعني فيعتبروا * (كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) * يعني كيف كان آخر أمرهم * (دمر الله عليهم) * يعني أهلكهم الله تعالى بالعذاب * (وللكافرين أمثالها) * يعني للكافرين من هذه الأمة أمثالها من العذاب وهذا وعيد لكفار قريش ثم قال * (ذلك) * يعني النصرة التي ذكر في قوله * (إن تنصروا الله ينصركم) * [محمد 7] * (بأن الله مولى الذين آمنوا) * يعني إن الله تبارك وتعالى ناصر أوليائه بالغلبة على عدوهم * (وأن الكافرين لا مولى لهم) * يعني لا ناصر لهم ولا ولي لهم لا تنصرهم آلهتهم ولا تمنعهم مما نزل بهم من العذاب ثم ذكر مستقر المؤمنين ومستقر الكافرين فقال * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) * وقد ذكرناه * (والذين كفروا يتمتعون) * يعني يعيشون بما أعطوا في الدنيا * (ويأكلون كما تأكل الأنعام) * ليس لهم هم إلا الأكل والشرب والجماع * (والنار مثوى لهم) * أي منزلا ومستقرا لهم سورة محمد 13 - 14
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»