تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٧
لا إله إلا الله يعني ادع الناس إلى ذلك ويقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ليتني أعلم أي الكلام أفضل وأي الدعاء أفضل) فأعلمه الله أن أفضل الكلام التوحيد وأفضل الدعاء الاستغفار) ثم قال * (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) * روى الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم سبعين مرة أو أكثر) وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إني أستغفر الله تعالى وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة " وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن جريج قال قلت لعطاء استغفر للمؤمنين في المكتوبة قال نعم قلت فمن ابتدئ قال فبنفسك كما قال الله تعال * (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) * * (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) * يعني منتشركم بالنهار ومأواكم بالليل ويقال ذهابكم ومجيئكم قوله عز وجل * (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) * وذلك أنهم كانوا يأنسون بالوحي ويستوحشون إذا أبطأ فاشتاقوا إلى الوحي فقالوا لولا * (نزلت) * يعني هلا نزلت سورة قال الله تعالى * (فإذا أنزلت سورة محكمة) * يعني مبينة يعني الحلال والحرام * (وذكر فيها القتال) * يعني أمروا فيها بالقتال وقال قتادة كل سورة ذكر فيها ذكر القتال فهي محكمة وقال القتبي في قراءة ابن مسعود سورة محدثة وتسمى المحدثة المحكمة لأنها إذا نزلت تكون محكمة ما لم ينسخ منها شيء ويقال * (فإذا أنزلت سورة محكمة) * فيها ذكر القتال وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم فرح بها المؤمنين وكره المنافقون فذلك قوله * (رأيت الذين في قلوبهم مرض) * يعني الشك والنفاق * (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت) * كراهية لنزول القرآن يعني إنهم يشخصون إليك بأبصارهم وينظرون نظرا شديدا من شدة العداوة كما ينظر المريض عند الموت * (فأولى لهم) * فهذا تهديد ووعيد يعني وليهم المكروه يعني قل لهم احذروا العذاب وقد تقدم الكلام سورة محمد 21 - 23 ثم قال * (طاعة وقول معروف) * قال القتبي هذا مخصوص يعني قولهم قبل نزول
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»