تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٦
سورة الأحقاف 22 - 25 قوله تعالى * (واذكر أخا عاد) * يعني واذكر لأهل مكة ويقال معناه واصبر على ما يقولون واذكر هودا " إذا أنذر قومه بالأحقاف " يعني خوف قومه بموضع يقال له أحقاف روى منصور عن مجاهد قال الأحقاف الأرض ويقال جبل بالشام يسمى الأحقاف وقال القتبي الأحقاف جمع حقف وهو من الرمل ما أشرف من كثبانه واستطال وانحنى * (وقد خلت النذر من بين يديه) * يعني مضت من قبل هود * (ومن خلفه) * يعني ومن بعده * (ألا تعبدوا إلا الله) * يعني خوفهم ألا تعبدوا إلا الله ووحدوه * (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * يعني أعلم أنكم إن لم تؤمنوا يصبكم عذاب يوم كبير وقال * (قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا) * يعني لتصرفنا عن عبادة آلهتنا * (فأتنا بما تعدنا) * من العذاب * (إن كنت من الصادقين) * أن العذاب نازل بنا " قال " هود * (إنما العلم عند الله) * يعني علم العذاب عند الله يجيء بأمر الله وإنما علي تبليغ الرسالة وليس بيدي إتيان العذاب فذلك قوله * (وأبلغكم ما أرسلت به) * يعني ما يوحي الله إلي لأدعوكم إلى التوحيد * (ولكني أراكم قوما تجهلون) * لما قيل لكم ولما يراد بكم من العذاب * (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم) * يعني لما رأوا العذاب مقبلا وكانت السحابة إذا جاءت من قبل ذلك الوادي أمطروا وقال القتبي العارض السحاب * (قالوا هذا عارض ممطرنا) * يعني هذه سحابة وغيم ممطرنا أي تمطر به حروثنا لأن المطر كان حبس عنهم فقال هود ليس هذا عارض * (بل هو ما استعجلتم به) * يعني الريح والعذاب * (ريح فيها عذاب أليم) * أي ملتف وروى عطاء عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رياحا مختلفة تلون وجهه وتغير وخرج ودخل وأقبل وأدبر فذكرت ذلك له فقال (وما يدريك لعله كما قال الله * (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم) * فإذا أمطرت سري عنه ويقول * (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) * [الأعراف 57] قوله عز وجل " تدمر كل شيء بأمر ربها " يعني تهلك الريح كل شيء بأمر ربها * (فأصبحوا) * يعني فصاروا من العذاب بحال " لا يرى مساكنهم " وقد ذكرناه في سورة
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»