تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٥
زمانهم * (وآتيناهم بينات من الأمر) * يعني الحلال والحرام وبيان ما كان قبلهم ثم اختلفوا بعده قوله تعالى * (فما اختلفوا) * يعني في الدين * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * أي صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم * (بغيا بينهم) * يعني حسدا منهم وطلبا للعز والملك ويقال اختلفوا في الدين فصاروا أحزابا فيما بينهم يلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من دين بعض قال الله تعالى * (إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة) * يعني يحكم بينهم * (فيما كانوا فيه يختلفون) * في الكتاب والدين سورة الجاثية 18 - 20 قوله عز وجل * (ثم جعلناك على شريعة من الأمر) * يعني أمرناك وألزمناك وأثبتناك على شريعة يعني على سنة من الأمر وذلك حين دعوه إلى ملتهم ويقال * (على شريعة) * يعني على ملة ومذهب ويقال * (جعلناك على شريعة من الأمر) * أي أمرناك وألزناك على شريعة وقال قتادة الشريعة الفرائض والحدود والأحكام * (فاتبعها) * يعني أثبت عليها * (ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) * يعني لا يصدقون بالتوحيد * (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) * يعني إن تركت الإسلام إنهم لا يمنعوك من عذاب الله شيئا * (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض) * يعني بعضهم على دين بعض * (والله ولي المتقين) * أي ناصر الموحدين المخلصين قوله تعالى * (هذا بصائر للناس) * يعني هذا بيان للناس ويقال * (بصائر للناس) * يبصرهم ما لهم وما عليهم والواحدة بصيرة يعني يبين لهم الحلال والحرام ويقال هذا القرآن دلائل للناس ويقال دعوة وكرامة * (وهدى ورحمة) * يعني هدى من الضلالة ورحمة من العذاب * (لقوم يوقنون) * يعني يصدقون بالرسل والكتاب ويوقنون أن الله تعالى أنزل نعمة وفضلا سورة الجاثية 21 - 23
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 270 271 ... » »»