تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٩٧
قوله عز وجل * (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) * هذا قول حزبيل أيضا لقوم فرعون قال * (ولقد جاءكم يوسف) * ويقال يعني به أهل مصر وهم الذين كانوا قبل فرعون لأن القرون الذين كانوا في زمان فرعون لم يروا يوسف وهذا كما قال تعالى * (فلم تقتلون أنبياء الله من قبل) * [البقرة 91] وإنما أراد به آباءهم * (بالبينات) * أي بتعبير الرؤيا وروي عن وهب بن منبه قال فرعون موسى هو الذي كان في زمن يوسف فعاش إلى زمان موسى وهذا خلاف قول جميع المفسرين * (فما زلتم في شك مما جاءكم به) * من تصديق الرؤيا وبما أخبركم * (حتى إذا هلك) * يعني مات * (قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) * يقول الله تعالى * (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) * يعني من هو مشرك شاك في توحيد الله ثم وصفهم فقال * (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان) * يعني بغير حجة * (أتاهم كبر مقتا عند الله) * يعني عظم بغضا لهم من الله * (وعند الذين آمنوا) * يعني عند المؤمنين ثم قال * (كذلك يطبع الله) * يعني يختم الله بالكفر * (على كل قلب متكبر جبار) * يعني متكبر عن عبادة الله تعالى قرأ أبو عمرو * (قلب متكبر) * بالتنوين جعل قوله * (متكبر) * نعتا للقلب ومعناه أن صاحبه متكبر والباقون * (قلب متكبر) * بغير تنوين على معنى الإضافة لأن المتكبر هو الرجل فأضاف القلب إليه سورة غافر 36 - 41 قوله تعالى * (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) * أي قصرا مشيدا * (لعلي أبلغ الأسباب) * يعني أصعد طرق السماوات * (فاطلع) * يعني انظر * (إلى إله موسى) * الذي يزعم أنه أرسله وقال مقاتل والقتبي * (أسباب السماوات) * أبوابها قرأ عاصم في رواية حفص * (فاطلع) * بنصب العين والباقون بالضم فمن قرأ بالنصب جعله جوابا للفعل ومن قرأ بالضم رده إلى قوله * (أبلغ الأسباب) * فأطلع ثم قال * (وإني لأظنه كاذبا) * يعني لأحسب موسى كاذبا في قوله
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»