تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٩٦
المؤمن * (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى) * يعني ما أريكم من الهدى إلا ما أرى لنفسي ويقال ما آمركم إلا ما رأيت لنفسي أنه حق وصواب * (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) * يعني ما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى وقرئ في الشاذ * (الرشاد) * بتشديد الشين يعني سبيل الرشاد الذي يرشد الناس ويقال رشاد اسم من أسماء أصنامه سورة غافر 30 - 33 قوله تعالى * (وقال الذي آمن) * وهو حزبيل * (يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب) * يعني أخاف عليكم من تكذيبكم مثل عذاب الأمم الخالية * (مثل دأب قوم نوح) * أي مثل عذاب قوم نوح * (وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد) * يعني لا يعذبهم بغير ذنب * (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) * وهو من تنادى يتنادى تناديا وروى أبو صالح عن ابن عباس أنه قرأ * (يوم التناد) * بتشديد الدال وقال تندون كما تند الإبل وهذا موافق لما بعده * (يوم تولون مدبرين) * وكقوله * (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه) * [عبس 34، 35] وقرأ الحسن يوم التنادي بالياء وهو من النداء يوم ينادى كل قوم بأعمالهم وينادي المنادي من مكان بعيد وينادي أهل النار أهل الجنة وينادي أهل الجنة أهل النار * (قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا) * [الأعراف 44] وقراءة العامة * (التناد) * بالتخفيف بغير ياء وأصله الياء فحذف الياء لأن الكسرة تدل عليه ثم قال عز وجل * (يوم تولون مدبرين) * يعني هاربين قال الكلبي انطلقوا بهم إلى النار فعاينوها هربوا فيقال لهم * (ما لكم من الله من عاصم) * يعني ليس لكم من عذاب الله من مانع وقال مقاتل * (يوم تولون مدبرين) * يعني ذاهبين بعد الحساب إلى النار كقوله * (فتولوا عنه مدبرين) * أي ذاهبين * (ما لكم من الله من عاصم) * يعني من مانع من عذاب الله أي مانع يمنع عنكم عذاب الله * (ومن يضلل الله) * عن الهدى " فما له من هاد " يعني من مرشد وموفق سورة غافر 34 - 35
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»