تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
جماعتهم وعبت آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم فإن كنت إنما تريد بما جئت به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالا منا وإن كنت تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه أي خيالا لا تستطيع أن ترده عنك نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا لك فيه أموالنا حتى نبريك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه فلما فرغ منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته " حتى انتهى إلى قوله * (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) * [فصلت 13] " فقام عتبة وجاء إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض تالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك قال سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعوني وخلوا بين ما هو فيه فقالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه فقال هذا الرأي لكم فاصنعوا ما بدا لكم سورة فصلت 6 - 9 يقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " يعني آدميا مثلكم " يوحى إلي " ما أبلغكم من الرسالة " أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه " يعني أقروا له بالتوحيد " واستغفروه " من الشرك " وويل للمشركين " يعني الشدة من العذاب للمشركين " الذين لا يؤتون الزكاة " يعني لا يعطون الزكاة ولا يقرون بها " وهم بالآخرة هم كافرون " يعني بالبعث بعد الموت ثم وصف المؤمنين فقال " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني صدقوا بالله وأدوا الفرائض " لهم أجر غير ممنون " يعني غير منقوص ويقال غير مقطوع عنهم في حال ضعفهم ومرضهم فقال عز وجل " قل أئنكم لتكفرون " اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الزجر يعني أئنكم لتكذبون بالخالق الذي " خلق الأرض في يومين " يعني في يوم الأحد ويوم الاثنين فبدا خلقها في يوم الأحد وبسطها في يوم الاثنين " وتجعلون له أندادا " يعني تصفون له شركاء من الآلهة " ذلك رب العالمين " يعني الذي خلق الأرض فهو رب جميع الخلق ولو أراد
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»