تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٠
سورة غافر 47 - 50 قوله تعالى * (وإذ يتحاجون في النار) * يعني يتخاصمون في النار الضعفاء والرؤساء * (فيقول الضعفاء للذين استكبروا) * يعني لرؤسائهم * (إنا كنا لكم تبعا) * يعني لدينكم (فهل أنتم مغنون عنا) يعني حاملين عنا * (نصيبا من النار) * يعني بعض الذي علينا من العذاب باتباعنا إياكم كما كنا ندفع عنكم المؤونة في دار الدنيا * (قال الذين استكبروا) * يعني الرؤساء يقولون للضعفاء * (إنا كل فيها) * يعني نعذب نحن وأنتم على قدر حصصكم في الذنوب فلا يغني واحد واحدا * (إن الله قد حكم بين العباد) * يعني قضى بين العباد بين التابع والمتبوع ويقال * (حكم بين العباد) * يعني أنزلنا منازلنا وأنزلكم منازلكم قوله تعالى * (وقال الذين في النار لخزنة جهنم) * إذا اشتد عليهم العذاب * (ادعوا ربكم) * يعني سلوا ربكم * (يخفف عنا يوما من العذاب) * يعني يوما من أيام الدنيا حتى نستريح فترد الخزنة عليهم فتقول " قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات " يعني ألم تخبركم الرسل أن عذاب جهنم إلى الأبد ويقال " أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات " يعني ألم تخبركم الرسل بالدلائل والحجج والبراهين فكذبتموهم * (قالوا بلى قالوا فادعوا) * يعني تقول لهم الخزنة فادعوا ما شئتم فإنه لا يستجاب لكم " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " يعني في خطأ بين سورة غافر 51 - 52 قوله عز وجل * (إنا لننصر رسلنا) * بالغلبة والحجة * (والذين آمنوا) * يعني الذين صدقوهم * (في الحياة الدنيا) * أي بالحجة والغلبة على جميع أهل الأديان * (ويوم يقوم الأشهاد) * قال مقاتل يعني الحفظة من الملائكة يشهدون عند رب العالمين للرسل بالبلاغ وعلى الكافرين بتكذيبهم قال الكلبي يعني يوم القيامة يقوم الرسل عند رب العالمين * (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) * يعني لا ينفع الكافرين اعتذارهم قرأ ابن كثير وأبو عمرو * (يوم لا ينفع الظالمين) * بالتاء بلفظ التأنيث لأن المعذرة مؤنثة والباقون بالياء وانصرف إلى المعنى يعني لا ينفع لهم اعتذارهم * (ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) * يعني السخطة وعذاب جهنم
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»