تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥١٣
سورة الأنعام 154 - 157 قوله تعالى * (ثم آتينا موسى الكتاب) * يعني التوراة ويقال الألواح التي كتبت له حين انطلق إلى الجبل ويقال معناه ثم أتل عليكم ما قال الله تعالى * (ثم آتينا موسى الكتاب) * ويقال " ثم " بمعنى الواو يعني وآتينا موسى الكتاب * (تماما على الذي أحسن) * قال القتبي أي تماما على المحسنين كما يقول ثلث مالي لمن غزا أي للغزاة والمحسنون هم الأنبياء والمؤمنون و * (علي) * بمعنى اللام كما نقول في الكلام أتم الله عليه النعمة بمعنى أتم له قال ومعنى الآية والله أعلم وآتينا موسى الكتاب تماما على ما أحسن من العلم والحكمة أي مع ما كان له من العلم والحكمة وكتب المتقدمين أعطيناه زيادة على ذلك ويكون * (الذي) * بمعنى ما قال ومعنى آخر آتينا موسى الكتاب تتميما منا للمحسنين يعني الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين * (وتفصيلا) * منا " لكل شيء " يعني بيانا لكل شيء قال ويجوز معنى آخر وآتينا موسى الكتاب إتماما منا للإحسان من أحسن تفصيلا لكل شيء * (وهدى) * من الضلالة * (ورحمة) * يعني ونعمة ورحمة من العذاب * (لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون) * يعني لكي يصدقوا بالبعث ثم قال تعالى * (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) * يعني القرآن فيه بركة لمن آمن به وفيه مغفرة للذنوب * (فاتبعوه) * يعني اقتدوا به ويقال اعملوا بما فيه من الأمر والنهي * (واتقوا) * يعني واجتنبوا ولا تتخذوا إماما غير القرآن * (لعلكم ترحمون) * يعني لكي ترحموا ولا تعذبوا * (أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا) * يعني أنزلنا هذا القرآن لكي لا تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا يعني اليهود والنصارى ويقال * (أن تقولوا) * يعني لكراهة أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وذلك أن كفار مكة قالوا قاتل الله اليهود كيف كذبوا أنبياءهم والله لو جاءنا نذير أو كتاب لكنا أهدى منهم فأنزل الله تعالى القرآن حجة عليهم ثم قال * (وإن كنا عن دراستهم لغافلين) * يعني عن قراءتهم الكتاب لغافلين عما فيه * (أو تقولوا) * يعني لكي لا تقولوا * (لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم) * يعني أصوب
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»