تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥١٥
يزيد بن هارون عن سفيان بن الحسين عن الحكم عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار وعليه بردعة أو قطيفة فنظر إلى الشمس حين غابت فقال يا أبا ذر هل تدري أين تغيب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حمئة فتنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش فإذا دنا خروجها إذن لها فخرجت فإن أراد أن يطلعها من مغربها حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول الله تعالى اطلعي من حيث جئت فذلك قوله * (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها) * وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال لا يقبل الله من كافر عملا ولا توبة إذا أسلم حين يراها إلا من كان صغيرا يومئذ فإنه لو أسلم بعد ذلك قبل ذلك منه ومتى كان مؤمنا مذنبا فتاب من الذنب قبلت منه وروي عن عمران بن حصين أنه قال إنما لم وقت وقت الطلوع حتى تكون صبيحته فيهلك كثير من الناس فمن أسلم أو تاب في ذلك الوقت وهلك لم يقبل منه ومن تاب بعد ذلك قبلت منه ثم قال تعالى * (قل انتظروا إنا منتظرون) * يعني انتظروا العذاب فإنا منتظرون بكم حتى ننظر أينا أسعد حالا قرأ حمزة والكسائي " إلا أن يأتيهم الملائكة " بالياء بلفظ التذكير والباقون * (إلا أن تأتيهم) * بلفظ التأنيث لأن الفعل مقدم فيجوز أن يذكر ويؤنث سورة الأنعام 159 قوله تعالى * (إن الذين فرقوا دينهم) * قرأ حمزة والكسائي " فارقوا دينهم " بالألف يعني تركوا دينهم الإسلام ودخلوا في اليهودية والنصرانية وقرا الباقون * (فرقوا دينهم) * يعني آمنوا ببعض الرسل ولم يؤمنوا ببعض * (وكانوا شيعا) * يعني صاروا فرقا مختلفة وروي عن أسباط عن السدي أنه قال " إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا " هؤلاء اليهود والنصارى تركوا دينهم وصاروا فرقا " لست منهم في شيء " أي لم تؤمر بقتالهم ثم نسخ وأمر بقتالهم في سورة براءة وروى أبو أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال * (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) * إنهم الخوارج وفي هذه الآية حث للمؤمنين على أن كلمة المؤمنين ينبغي أن تكون واحدة وأن لا يتفرقوا في الدين ولا يبتدعوا البدع ما استطاعوا ثم قال " لست منهم في شيء " يقول إنما عليك تبليغ الرسالة وليس عليك القتال
(٥١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 ... » »»