تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥١١
ما تقولون إلا بالظن من غير يقين وعلم * (وإن أنتم إلا تخرصون) * يعني قل لهم ما أنتم إلا تكذبون على الله قوله تعالى * (قل فلله الحجة البالغة) * يعني الحجة البالغة الوثيقة وهو محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن فبين لهم فيه ما أحل لهم وما حرم عليهم * (فلو شاء لهداكم أجمعين) * يعني لو شاء لوفقكم لدينه وأكرمكم بالهدى لو كنتم أهلا للإسلام ولكن لم يوفقهم لأنهم لم يجاهدوا في الله حق جهاده ثم قال * (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) * عليكم * (فإن شهدوا) * على تحريمه * (فلا تشهد معهم) * فأخبر الله أنهم لو شهدوا كانت شهادتهم باطلة ولا يجوز قبول شهادتهم لأنهم يقولون بأهوائهم ثم قال * (ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن * (والذين لا يؤمنون بالآخرة) * يعني البعث * (وهم بربهم يعدلون) * يعني يشركون بالله تعالى سورة الأنعام 151 - 153 ثم قال تعالى * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * يعني قل لمالك بن عوف وأصحابه الذين يحرمون الأشياء على أنفسهم * (تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * يعني أبين أبين لكم ما حرم الله عليكم وما أمركم به * (ألا تشركوا به شيئا) * يقال معناه تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم فقد تم الكلام أتل عليكم * (ألا تشركوا به شيئا) * * (وبالوالدين إحسانا) * يقول نهاكم عن عقوق الوالدين وأمركم ببرهما ويقال معناه * (تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) * ويقال معناه حرم عليكم أن تشركوا به شيئا * (وبالوالدين إحسانا) * يعني أمركم بالإحسان إلى الوالدين * (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق) * يعني من خشية الفقر * (نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) * يعني زنى السر والعلانية * (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) * يعني إلا بالقصاص أو بالرجم أو بترك الإسلام فإن القتل بهذه الأشياء حق
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»