تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٠٢
* (وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) * في الدنيا يقول الله تعالى * (النار مثواكم خالدين فيها) * الأنعام 128 على وجه التقديم والتأخير قوله تعالى * (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم) * يعني ذلك السؤال والشهادة ويقال * (ذلك) * يعني إرسال الرسل إلى الجن والإنس ليعلم * (أن لم يكن ربك مهلك القرى) * يعني معذب أهل القرى * (بظلم) * أي بغير ذنب في الدنيا * (وأهلها غافلون) * عن الرسل ويقال غافلون عن العذاب لأنه قد بين لهم وأخذ عليهم الحجة سورة الأنعام 132 - 135 ثم قال تعالى * (ولكل درجات مما عملوا) * يعني ولكل واحد من المؤمنين فضائل في الجنة بعضهم أرفع درجة من بعض وللكافرين درجات بعضهم أشد عذابا من بعض * (وما ربك بغافل عما يعملون) * يعني لمن ينسى الطاعة من المطيعين ولا المعصية من العاصين ويجازي كل نفس بما عملت قرأ ابن عامر * (عما تعملون) * على معنى المخاطبة وقرأ الباقون * (يعملون) * بالياء على معنى المغايبة قوله تعالى * (وربك الغني ذو الرحمة) * يعني * (الغني) * عن عبادة خلقه * (ذو الرحمة) * بتأخير العذاب عنهم ويقال * (ذو الرحمة) * يعني ذو التجاوز عمن تاب ورجع إليه بالتوبة * (إن يشأ يذهبكم) * يعني يهلككم * (ويستخلف من بعدكم ما يشاء) * خلقا غيركم من بعد هلاككم * (ما يشاء) * إن يشأ مثلكم وإن يشأ أطوع منكم * (كما أنشأكم) * يقول كما خلقكم * (من ذرية قوم آخرين) * قرنا من بعد قرن ولكنه لا يهلككم رحمة منه لكي تراجعوا وتتوبوا إليه ثم قال * (إن ما توعدون لآت) * يعني الوعيد الذي أوعد في الآخرة من العذاب لآت يقول لكائن لا خلف فيه * (وما أنتم بمعجزين) * يعني بسابقين الله تعالى بأعمالكم الخبيثة التي يجازيكم بها هذا قوله مقاتل وقال الكلبي * (بمعجزين) * أي بفائتين أن يدرككم ويقال في اللغة أعجزني أي فاتني وسبقني ثم قال * (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) * أي على موضعكم يقال مكان ومكانة مثل منزل ومنزلة معناه اعملوا على ما أنتم عليه اليوم ويقال * (اعملوا) * أي اجتهدوا ما استطعتم ويقال اعملوا في منازلكم من الخير والشر فإنكم تجزون بها لا محالة * (إني عامل) *
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»